ٱراء واتجاهات


أصول يافع من جبل حالمين وليس من ذو رعين

الثلاثاء - 04 يونيو 2024 - الساعة 06:59 م

الكاتب: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب





علاقة وطيدة وترابط أسري وتداخل تأريخي وسياسي وقبلي بين يافع وحالمين والشعيب والضالع ولحج وكل الوسط والجنوب والجميع أبناء رجل واحد.
ومن جاءوا بتزوير التأريخ والأنساب لهم أربعة أهداف.
التقزيم والإستخدام وإثارة الصراع الداخلي وجعل الأصل فرعاً والفرع أصلاً.

ضعوا في بالكم أن الناقة لا ترضع من المعزة ، وكما يقول المثل الشعبي البحر لا يشرب من الزمزمية.
القبائل التي في الهضبة الزيدية ليست أصلاً ، إن كانت عربية فهي فرع من الجنوب وإب ، وإن لم تكن فرعاً فهي من خارج المنطقة العربية وليست عربية.
من نسبوا يافع لذو رعين هدفهم تقزيم وإستخدامها ، كون ذو رعين تقع داخل نطاق المنطقة الزيدية يريم ، ونسب يافع لها معناه إستخدام يافع كأداة لهم لتحقيق سيطرتهم على الجنوب ، وهذا هو هدف الزيدية والشيعة.
ينسبون يافع لمنطقة زيدية ، وينسبون كل تأريخ الجنوب ليافع ، ويصبح الأصل تبع المنطقة الزيدية تأريخاً وعرقاً.
هذه سياستهم ولكن يافع ظلت متماسكة.

الأذواء عملية تصغير وجاءت في وقت متأخر.
ستجد أن ذو رعين ذكره ضعيف جداً ، له إشادة من أبرهة الحبشي ، وبعض مصادر تتحدث أنه من ضمن الأذواء الثمانية ، أي أن وجوده بعد الميلاد.
قال المحقق الأكوع وهو يتحدث عن حبيش أنها ذو حبيش بلفظ التصغير.
لم يفرق أن حبيش منطقة كبيرة تضم عشرون عزلة ، وهناك ذو حبيش قرية صغيرة في مديرية ريف إب خارج مديرية حبيش.
أي أن الذو يطلق على مكان صغير قرية دار أو رجل في العهد الأخير ، فلو بحثت في الأنساب المتقدمة من عهد ما بعد نوح وبعد إبراهيم لن تجد إسم الذو ، إنما تجده في وقت متأخر
ومن نسب قبائل يافع لذو رعين هدفهم التزوير والتقزيم ، فيافع قبيلة ضاربة ممتدة في أعماق التأريخ وهي قبل ذو رعين بثلاثون ألف سنة.
من العجب أن تجد في التدوين أجمع المؤرخون أن نسب قبائل يافع يعود لذو رعين بن يريم ، والحقيقة أن ذو رعين ويريم يعود نسبهم إلى موقع يافع وليس العكس.

إرتباط يافع بحالمين عرقياً:
أول من سكن حالمين هو القادري ، سكن في جبل حالمين وكانت حالمين عاصمة مملكة القادريين التي أمتدت لشمال الجزيرة العربية ثم سبأ القديمة غير سبأ الأخيرة التي عمت الوطن العربي ، وأول من أطلق عليها لفظ العربية ، وقد تحدثت عن هذا في بحوث سابقة وبالأدلة.
من أين أتى القادري إلى حالمين ؟
حسب الإستنتاجات السابقة التي تحدثنا عليها في بحوث سابقة ، أن القادري هو إبن كركر بن عمليق الذي يدعى عريب وعريب هو بن سام بن نوح.
بحثنا عن عريب فوجدنا أنه سكن يافع وهناك حصن أعلى حصن في الجنوب إسمه عريب ، ومجيئ القادري بن عريب ليحل بحالمين من يافع هو الأقرب.
بحثنا إمتداد نسل القادري حسب أنساب قبائل يافع ستجدها من نسل من سكن جبل حالمين، أي الأمتداد القبلي لو حسبته من جميع الجهات ستجده من نسل من سكن جبل حالمين ، وستجد أن قبائل هم عيال رجل واحد ، بعضهم من ظل يحمل إسم الجد الأول ، وبعضهم ذو الإنتساب لإسم رابع أو خامس من الفرع الأول.
وثائق لا زالت إلى قبل ألف سنة فيها أكثر من ثلاثون قبيلة من يافع تنتسب القادري ، المفلحي القادري ، السعدي مجلي حمدان جعموم النسري الظبي الأمير الأحمدي وغيرها.
ومن ينتسبون للهميسع ، الهميسع الذي يقول المؤرخون أن يافع ينتسب للهميسع ، قال ابن خلدون أن الهميسع من نسل قحطان أو أخوه بن يمن بن قادر.
وهذا ما يعني أن الهميسع من نسل القادري أنتقل من جبل حالمين إلى يافع ومن نسله قبائل كثيرة.
هل يعقل أن الهميسع أنتقل من حالمين للهضبة الزيدية وكان من نسله هناك يريم وذو رعين ثم أمتد نسل ذو رعين ليافع ، هذا كلام لا يقبله العقل.

في مصادر تأريخية تتحدث أن يافع منبع القبائل الحميرية.
وأطلق لفظ حمير على ثلاثة الهميسع ومالك ووائل.
وكما هو معروف بإجماع الكثير من المصادر التأريخية ان أكثر القبائل الحميرية من نسل أيمن بن الهميسع ، للهميسع ولدان أيمن والأفرع ، الافرع لاندري من نسله إنما توجد منطقة في حالمين نسبةً إليه اسمها الفرعي وانتقل من نسله إلى إب حبيش منطقة تسمى الفراعي.
هذا الأمر أن من أطلق عليهم حمير الثلاثة هم من نسل يمن بن قادر أول من سكن جبل حالمين ، وللهميسع أخوان ، هما مالك ووائل ، الهميسع أنتقل إلى يافع ومن نسله أغلب القبائل الحميرية ويريم من نسله ، ومالك ظل في حالمين ومن نسله الكثير من القبائل كنهد وحبيش وخولان بن عامر وغيرها ، ووائل انتقل للحواشب ومن نسله القبائل المنتسبة لوائل.
أغلب القبائل الحميرية من نسل الهميسع وليست من نسل يافع المنتسب لذو رعين ، أي أن يافع بلد الهميسع بن يمان بن قادر.

الإمتداد من حالمين ويافع نحو حضرموت كان قديم جداً ، في عهد عاد وماقبلها.
في كتاب جاهلية العرب وإن كانت القصة مرادها التشويه ، ذكر لقمان بن عاد ، وذكر بنو كركر ومتولي أمرهم السميدع بن زهير.
في لسان العرب ذكر أن بني قادر يطلقون على أي ملك لهم لقب السميدع.
ذكر لقمان بن عاد أي إسمين.
وذكر السميدع بن زهير ، وزهير هو بن أيمن بن الهميسع بن قحطان بن يمن بن قادر بن كركر. بن عمليق عريب بن سام بن نوح.
وهذا ما يعني أن قادري حالمين والذي من نسله الهميسع الذي سكن يافع يسبقون عاد بستة أسماء أي ستة مصفوفات.
كما يؤكد أيضاً أن نبي الله هود الذي أرسل إلى عاد جاء بعد تواجد الهميسع المطلق عليه حمير وقحطان أبناء يمن بن قادر ، وهو ما يكذب المزورين الذين نسبوا حمير لقحطان بن نبي الله هود ، أي أن الحقيقة هي أنه حمير بن قحطان بن يمن بن قادر بن كركر بن عمليق الذي هو عريب بن سام بن نبي الله نوح.

في النقوش: تجد إسم يافع مذكور في نقش لأميرة قادرية أسمها أم إسيليم أميرة المعبدين يافع ونفعان معبدان في يافع وحالمين ، وهذا ما سأتحدث عنه لاحقاً وبالأدلة وأدحض إفتراءات الزيدية بنسب تلك الأميرة لمناطق قبائلهم.
من هذا النقش يتضح أن يافع إسم معبد كمعبد أوام وغيره.
هنا قد يكون إسم يافع معبد وليس رجل ، وإنما أرادت الزيدية والشيعة والمزورون نسب قبائل يافع إليه ليتسنى لهم نسبها لمنطقة زيدية ، حتى لا تكون يافع منبع الكثير من القبائل الحميرية الهميسيعية ، وتكون إمتداد لمنطقة الهضبة بدل أن تكون إمتداد من جانبها والجنوب نفسه.
وأيضاً ليجعلوا يافع متساوية مع القبائل التي كبرتها الزيدية وأوجدتها بشكل كبير في العهد الأخير كحاشد وبكيل. أي متقاربة معهم وجوداً.

هكذا مضوا على هذا المخطط الممنهج.
جعلوا كل قبائل إب أصلهم من الهضبة حاشد وبكيل ومذحج وآل البيت.
جعلوا أصول قبائل حالمين من البيضاء ، ويافع من يريم ، وهو العكس تماماً.
جعلوا قبائل صغيرة تحمل نفس الإسم تنتمي للهاشمية أو لقبائل حاشد وبكيل تسيطر على قبائل الجنوب وإب وتستخدمها تبعها ولخدمتها.
قاموا بعملية تزوير وعملية تغيير ديمغرافي.
مثلاً عندنا في إب توجد قبيلة كبيرة إسمها الصلاحي أصولهم من يافع ، كانوا مشائخ ، جاءت الزيدية بقبيلة صغيرة من ال الصلاحي تنتمي للهضبة وجعلوهم مشائخ بدل أولئك ، وجعلوا الصلاحي الذين أصولهم من يافع جنود وأتباع وزوروا أصولهم وقالوا أنتم من قبيلة بكيل.
وعلى هذا فقس.
والهدف أن يجعلوا قبائل الوسط أداةً لهم يستخدموهم في السيطرة على الوسط والهجوم على الجنوب ، وكذلك يستخدموا قبائل في الجنوب أداةً لهم في السيطرة على الجنوب.