الجمعة-18 أكتوبر - 10:41 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


انا اعترف اننا متحمسون ومندفعون,وظلمنا الغيثي,والانتقالي

السبت - 22 يونيو 2024 - الساعة 07:27 ص

الكاتب: صالح علي الدويل باراس - ارشيف الكاتب






*عن الشراكة وتصريحات الغيثي*




لم يرتكب الأستاذ محمد الغيثي خيانة حين قال أن "الكثير يعتقد ان مهمة هيئة التشاور والمصالحة هي حل قضة شعب الجنوب وهذا توصيف غير دقيق ابدا...الخ.

هذا التصريح قلب الميديا الاليكترونية، فالمعادون لمشروع استقلال الجنوب صرخوا طربا "وأنهم هم وحدهم ذوو النظرة الثاقبة، وهم وحدهم العارفين بالضبط الى أين تتجه الامور" واخذوا هذا التصريح أن الانتقالي سيردد الصرخة كما يتمنى بعضهم أو أنه سيرضخ لليمننه وفقا للمرجعيات الميتة كما يتمنى البعض ، وان الغيثي جاء بها من الاخير ...الخ!!!.

ونقول لهؤلاء ما قاله "جورباتشوف" حين شكك البعض في قدرة إجراءاته على هدم البنيان السوفيتي فقال:
"ان معجون الاسنان إذا خرج من قنينته لا يعود إليها".

والجنوب خرج من قنينة اليمننة كأمر واقع ولديه ذراع خشنة ، لكنه لم يخرج عنها في قضايا إجرائية سياسية وقانونية ومالية ودبلوماسية ..الخ، وهي بوتقة الصراع الحالي وهي أشد الماً.

واخرون بلغ حرصهم أن ظنوا أن الأمور سوف يتم كلفتتها في ليلة وضحاها ولا يريدون ان يسمعوا إلا ما يؤمنون به ، فاتهموا أن قادة الانتقالي أنهم ليسوا فاضيين للقضية الجنوبية، وأنه يهمهم الشأن الوحدوي والشراكة وووو...الخ.

ونقول لهؤلاء المتحمسين لايكون حالكم كحال ذاك البدوي الذي حضر بابنه يريد ان يعلمه القرآن فقال للمعلم أنا مستعجل : "اباك تعطيني قراني في مسبي".

المسب: وعاء من جلد لحمل الاغراض.

ان الأمر الواقع لايحقق دولة والحرص لدرجة الاتهام يعطي أعداء المشروع مادة يستخدمونها كما يحلو لهم ، فجمهورية "ارض الصومال" فرضت أمرا وقعا منذ 1990م ولم يعترف بها أحد حتى الآن ، فالدولة ليست أمر واقع فقط بل إجراءات سياسية ومالية ودبلوماسية وتحالفات دولية ..الخ، وهي تحتاج إطار لحل القضية الجنوبية وللوصول الى صيغة يجب تفعيل الأمر الواقع في هذه المرحلة وتكوين مركز سياسي ومالي واداري واقتصادي وتجاري واستثماري جنوبي ، ووضع إطار تفاوضي لحل القضية الجنوبية سيشرعنها دوليا واقليميا وهو المكمل لسلطة الامر الواقع.

أن هيئة التشاور والمصالحة من مخرجات اتفاق الرياض الذي صمم الشراكة الجنوبية / اليمنية وليس من مهامها حل القضية الجنوبية ، والبعض يعتقد كل الجنوبيين في الوزارة وفي الشراكة انتقاليين وهذا فهم غير دقيق، فبعضهم غير انتقالي وبعضهم ضد الانتقالي أكثر من بعض الأشقاء اليمنيين ، وهناك تيار إعلامي يجعل كل الشراكة الجنوبية شراكة انتقالي ليوظفها ضد الانتقالي وبالتالي يرمي كل سلبيات الشراكة على الانتقالي.

لا اقول أن اتفاق الرياض مثالي فقد كان المتاح حينها وكان خيار فيه منافع ومضار كاي شراكة بين طرفين تفرّقهما عوامل اكثر مما تجمعهما ، وطالما وان الشراكة التي جاءت بعد اتفاق ومشاورات الرياض كضرورة مرحلية قد عوّل عليها شعب الجنوب كثيرا في ان تنقله الى مراحل افضل على المستوى السياسي والاقتصادي والمعيشي، وهذا الذي لم يحصل حتى الآن بسبب عوامل خارجية وبسبب سياسات الطرف الآخر الذي استغل موقعه لصالح خدمة اجنداته فان ذلك يستدعي اليوم من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بعد سنوات من هذه الشراكة أن يكون أكثر جدية وأكثر حزما وصرامة في وضع حد لكل التصرفات العبثية التي تستهدف حاضنته الشعبية التي باتت اليوم أكثر معاناة وأكثر قلقا على مستقبل ومصير قضية الجنوب التي دفع في سبيلها فاتورة باهظة من الدماء.