ٱراء واتجاهات


قوافي أوشكت على النضوب

الأحد - 14 يوليه 2024 - الساعة 10:54 م

الكاتب: محمد الخضر المحوري - ارشيف الكاتب







قوافي أوشكت على النضوب، وحروفي الظامئة نخر العطش جذورها اليابسة..
لم أعد قادرا على إضفاء لمستي السحرية..توارت كل حيلي حتى أن ريشتي الأنيقة توقفت تماما عن رسم علامات الذهول على وجوه الأطفال الذين يصغون دوما لحكايتي.

حاولت مرة قص خدعة استخراج الأرنب من قبعة المهرج المقوسة الأطراف، القارة على منضدة مغطاة بقماش مخملي أزرق...حاولت حقا لكن الأطفال تركوني وانطلقوا على عجالة صوب عربة البوظة...

وقصائدي التي تلهب حماس الجماهير لم تعد كما كانت..في آخر مرة كان جمهوري عبارة عن كهل متعرق يستند إلى كرسي متداع،..ونادل بباب مطعم يحتسي كوب قهوة... تارة يصوب نظره تجاهي، وتارة يحملق في الأفق المكدود...

ومقطوعاتي النثرية التي لطالما كان لها صدى واسعا صارت مبتذلة على حد وصف الكثيرين، ولم يعد أحد بحاجة لها...فقط على ما أذكر أن هناك من يستخدمها على سبيل التندر وتبادل النكات..

لا أدري مالذي أصابني...

لكن يبدو أن لاختفائك المجحف دور رئيس في الأمر..وحتى لا يجرفك السأم من تقديم مخاوفي سأقتصر على ما مر دون الخوض في الاختلالات الصغيرة..

وتلمسا مني لعلاج ما أشكو منه أصدقك القول إنني بحاجة ماسة لرؤيتك.. لاستدارة صغيرة منك فقط، ربما ألحظ حينها انثيال بعض شعرك الزغبي أو استدارة فمك المحببة، أو اختلاج شفق الغروب في عينيك الباسمتين على الدوام...
وعلى تخوم هذه العطية اللطيفة الصغيرة سأقف مكتفيا..وأشرع في رتق صدوعي كلماتي، وري ظمأ حروفي.
وكلي يقين حينها أن تلك الفرصة ستتكفل بإصلاح كل ما اشكو منه.

🥀🥀