ٱراء واتجاهات


وين رايحين فينا!!!؟

الثلاثاء - 16 يوليه 2024 - الساعة 11:02 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




أتذكر في أحد الأيام وأنا مع المرحوم سامي المنيس عندما كنا نذهب لزيارة دواوين المنطقة، أثناء ركوبه معي بالسيارة أخذ شهيقاً عميقاً ولحقه بزفير أطول منه وهو يقول يقول لي والله ما أدري وين رايحين فينا الجماعة!!!؟ الذي بعده وقف في مجلس الأمة وقال كلمته الشهيرة التي خلدها تاريخنا البرلماني (هناك ضيق من العمل الديمقراطي وهناك من يدفع الأمور لتأزيم الأمر لتنتهي التجربة الديمقراطية).

للأمانة حينها وكان لدي شعور مثل ما يردده البعض مقولة الحكومة ابخص بعد دولة الدستور والشيوخ ابخص ما قبل دولة الدستور، واليوم أنا بعد تجارب مريرة طوال أكثر من أربعين عاماً أردد مقولة أبي أحمد رحمة الله عليه وين رايحين فينا!!!؟
هذا التساؤل للأمانة تساؤل مشروع عندما أرى هذه السياسات التي كل يوم يدربحون لنا فيها حافلة في مختلف المجالات دون حتى مراعاة حتى لموقف الدولة الاقتصادي مثل تصريح وزير المالية أقل ما يقال عنه تصريح حلمنتيشي (الحلمنتيشي هو نوع من الشعر المعاصر يمزج فيه الشاعر بين الفصحى والعامية يعتمد على الفكاهة والسخرية) وهذا النوع من الشعر يمكن تطبيقه على تصريح وزير مالية أغنى دولة وأجزم بأنه باص فاخر درجة أولى، أو أن يطلع لنا رئيس ديوان الموظفين ليبشرنا بالقضاء على البطالة بجرة قلم أو وزير يطلع لنا ويبشرنا بفائض وآخر يبشرنا بعجز.

اليوم استوعبت تساؤل المرحوم سامي المنيس وين رايحين فينا!!!؟ وهنا وبعد ذلك تساؤل الذي حتماً يجرنا تساؤل آخر ومن حقي كمواطن أن أطرحه وهو ما مصيرنا ياجماعة الخير فأنتم بيدكم الخيط والمخيط وحاضرنا ومستقبلنا وأمننا واستقرارنا ولطالما أن كل ذلك بيدكم -على الأقل- بلغونا وين رايحين فينا؟ لكي لا نلدغ من الجحر ترليون مرة وكل مرة تسلم الجرة ولكن هذه المرة في ظل هذه الأوضاع الكارثية الداخلية التي سببتها سياساتكم والأوضاع التي تحيط في الإقليم المضطرب ذي الأمواج العاتية لا أعتقد بأننا سنرى نورا بآخر النفق المحاصرين به ونحن بحالة آه من ظهري وآه من بطني وأن تلكمنا لسبتونا بخيزرانة القوانين المُقيدة للحُريات عبر صبيانكم وفق نظرية موخبازنا، وين نروح بالله!!!؟

لذلك تكفون قولوا لنا وين رايحين فينا!!!؟