الخميس-21 نوفمبر - 01:26 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


لن تموت الفروسية طالما هناك فرسان.

الجمعة - 18 أكتوبر 2024 - الساعة 10:18 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




في مقولة للمفكر المصري المرحوم عبد الوهاب المسيري لن تموت الفروسية بموت الفارس، وهي مقولة صحيحة ترليون بالمائة وتنطبق على كل من يسعى لتحقيق هدف ما، مثل الجنود في أي معركة إن سقط حامل الراية يحمله الذي بعده، وإن خسر معركة استعد لأخرى؛ لذلك بالفعل فإن تم القضاء على فارس من فرسان أي معركة فهذا لا يعني خسارة الفروسية بالعكس الفروسية تستمر حتى وإن سقط فرسانها، وهذا ما يحدث للقضية الفلسطينية كلما سقط فارس تبوأ عرش الفروسية فارس غيره، واستمر به حتى يسلم الفروسية لمن بعده.

قيل بأن خسارة معركة لا تعني خسارة حرب فالحرب لعودة الحق الفلسطيني مستمرة منذ عقود، ولم ولن تنتهي باغتيال هنية، ولا بالسنوار، ولا بحسن نصر الله، ولا بغيرهم الكثير من نذروا أنفسهم من أجل عودة الحق الفلسطيني لأصحابه تتفق معهم تختلف هذا أمر آخر.

اليوم السنوار، وغداً قد يكون طفلا أو امرأة فلسطينية أو شابا فرحم الأرض الفلسطينية مثلما أنجبت عبد القادر الحسيني وأبو جهاد والكثير ممن نذروا أرواحهم من أجل قضيتهم التي حتمًا لن تنتهي بانتهاء استشهاد طفل هنا أو قائد هناك، فالقضية أكبر من قضية أفراد لا بل هي قضية حق مغتصب من أصحابه، وسيعود يوما ما كما عاد ذلك الحق لأصحابه على مر العصور، وقد أردفت مثالًا على ذلك في إحدى مقالاتي السابقة، ولا أوضح من رجوع الحق لأصحاب الأندلس بعد قرون من الاستعمار العربي، وعودة حق أصحاب الأرض في جنوب إفريقيا، والكثير من الأمثلة التي لو مات فرسانها، وماتت فروسيتهم لما رجع الحق لأصحابه، لذلك بالفعل لن تموت الفروسية طالما هناك فرسان.

وأخيرا أكبر غلطة ارتكبها الصهاينة في فيديو الدرون التي أدخلوها للتحقق من استشهاد المقاومين دون علمهم بأنه السنوار ، عرضوا آخر لحظة في حياته، وهو يقذف طائرتهم بعصا قبل وفاته، وهذا معناه أنه كان مدركًا لما يدور، ورسالته بأنه لن يستسلم لهم وحتى بآخر لحظات موته، يحاربهم بفروسية.