الثلاثاء-28 يناير - 07:05 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


فشل تطبيق النظرية ليس فشلا في النظرية بحد ذاتها.

الجمعة - 25 أكتوبر 2024 - الساعة 09:12 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب



كثيرة هي الأصوات التي سمعناها تندد بالغرب الليبرالي نتيجة لدوره في الحرب على غزة والقضية الفلسطينية عموما وقد تساءل البعض أين ليبراليتكم، وأين حقوق الإنسان التي تدَّعونها؟

بطبيعة الحال التساؤلات التي طرحها البعض تساؤلات مشروعة، ومن حق من ينتقد الموقف الغربي بأن ينتقد مواقفهم ولكن هل النظام الليبرالي أو منظومة حقوق الإنسان مسؤولان عن سياسات تنتهك المبادئ الليبرالية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ وعلى فكرة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يكتبه الغرب الليبرالي كتبه دبلوماسيون من دول نامية إليانور روزفلت زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت، وتشون تشانغ دبلوماسي صيني، وتشارلز مالك وزير خارجية لبنان.

والمراد أن كون تطبيق النظرية لا يتم وفق معايير تطبيقها بشكلها الصحيح فطبيعي تفشل بالتطبيق، وهنا أوكد على أن العيب ليس في النظرية بقدر ما هو فيمن يطبق النظرية، بمعنى كون أن الغرب اتخذ من ازدواج معايير التطبيق وأدى ذلك لخلل في التطبيق، وظهرت نتائج كارثية؛ فعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك ولا يحمِّل الليبرالية وحقوق الإنسان تبعة فشله، ومن ناحية أخرى ما تم رصده من الشعوب الغربية، وموقفها من الإبادة الجماعية التي حدثت للشعب الفلسطيني مواقف ترفع لها القبعات، ولا سيما موقف شباب جامعات الغرب، ولا زالت الشعوب الغربية وحتى في الشرق الأقصى في اليابان يتظاهرون ضد الإبادة الجماعية، بينما لو خرج عربي يحمل علم فلسطين يختفي في غياهب السجون، فهم في النهاية يعيشون تحت مظلة نظم ليبرالية، ومؤمنون بحقوق الإنسان، فلا تجعلوا مواقف النظم الغربية عمومًا تكفركم بحقوق الإنسان والنظام الليبرالي، فأي بديل عن النظام الليبرالي وحقوق الإنسان هو نظام كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فلا تكن كالمستجير من الرمضاء بالنار ، والشواهد الآنية والتاريخية لا تعد ولا تحصى.