الخميس-21 نوفمبر - 01:25 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


لماذا لا تدرس مادة الحرية في مناهجنا التعليمية؟

الثلاثاء - 29 أكتوبر 2024 - الساعة 09:51 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب



في العديد من المجتمعات البشرية تعمد حكوماتها إلى تدريس أجيالها على ما بها من نقص في أي مجال كان لتعظمه وتسد ذلك النقص في هذا المجال أو غيره، ومجتمعات منطقتنا مع الأسف ليست فقيرة فقط في مجال الحريات ومفهومها ودورها والمأمول منها، وإنما فقيرة في معظم العلوم الإنسانية التي تُعتبر فرعًا من فروع المعرفة المختصة بدراسة البشر وثقافتهم بطريقة علمية من خلال استخدام المناهج النقدية والتحليلية للتساؤلات المرتبطة بالقيم الإنسانية وقدرة الإنسان على التعبير عن نفسه، كما أن مجتمعاتنا فقيرة في علوم كالأخلاق والمنطق والفلسفة، لذلك نحن بحاجة ماسة لتدريس أجيال هذه المنطقة بتلك العلوم والتركيز عليها بالذات مادة الحرية التي تعتبر من القيم الإنسانية التي لا يمكن الاستغناء عنها مطلقًا إذ اردنا أن نرتقي بمجتمعاتنا ونقلها من مجتمعات بدائية التفكير لمجتمعات يمكنها أن تقدم للبشرية الكثير من إبداعاتها الذهنية كون أن العقل البشري في منطقتنا به من طاقات الإبداع التي لا تقل عن غيره من عقول بشرية انتجت للبشرية ما عجزت عن إنتاجه مجتمعات مقيدة الحرية.

فهل نرى مادة الحرية تدرس في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا؟

هذا ما آمله لذلك عجبني
أبو القاسم الشابي بقوله:
أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ
وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ
فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ