الخميس-26 ديسمبر - 07:31 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


أنور الرشيد: كيف يداوي جراحه إن كان وطنه بلا حرية؟

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - الساعة 12:37 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب






مهما حدث ويحدث ستظل مسألة الحرية أمرًا لا جدال به، ومهما سيق من أعذار وأسباب ومسببات حتما لا ترتقي لمستوى مصادرة حق أي إنسان في الحرية.

الواضح بأن الوضع في منطقتنا أنها منطقة بلا حرية، وأعني بالحرية هنا حرية الرأي والتعبير، وليس كما يغلفها السفهاء ووعاظ السلاطين ومطبلو الدفوف وحارقو البخور بأن الحرية هي حرية دعارة وفساد أخلاقي، وتعدٍ على الآخرين باسم الحرية؛ فهذه ليس اسمها حرية بقدر ما هو اسمها سفاهة وكذب ودجل؛ لتعمية البسطاء عن حقهم المشروع في الحرية.

الحرية جزء لا يتجزء من حقوق الإنسان، وأي مصادرة لهذا الحق يكون قد سُلب منه حقٌّ من حقوقه المشروعة التي كفلته الدساتير والقوانين وحتى الاتفاقيات الدولية، ولكن الطامة الكبرى أننا لازلنا في ال KG ثقافة مدنية تحفظ لنا حقوقنا ولا زالت معظم أنظمة المنطقة تسلط على شعوبها من لا يرحمها ويصادر حقها في الحرية (افغانستان نموذج)، مرة بحجة منع الفساد الأخلاقي وأخرى لكي لا تعم الفوضى، وقد رأينا بأم أعيننا كيف يمارس معظم شعوب الأرض حقهم في التعبير عما يجول في خاطرهم، ولا أدل على ذلك من الشعوب الأوربية الذين تظاهروا ولا زالوا مستمرين في تظاهراتهم لنصرة غزة، وما يحدث لشعبها من إبادة جماعية.

لذلك كما قال لطفي بوشناق الفنان التونسي برائعته:
خذوا الكراسي والمناصب والمكاسب، ولكن اتركوا لي الوطن...
وآهٍ يا وطن من جراحك فاندمالها يحتاج لبلسم الوطن، وبلسم الوطن لا يمكن الوصول له إلا عن طريق الحرية، فكيف يداوي المجروح جراحه إن كان الوطن بلا حرية؟