الخميس-26 ديسمبر - 01:08 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


تاريخ الاستبداد والنهاية الحتمية ولكن من يتعظ؟

الأربعاء - 11 ديسمبر 2024 - الساعة 09:17 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




كثيرة هي الفيديوهات التي راجت في رسائل التواصل الاجتماعي عن السجون والعذابات التي تعرض لها الشعب السوري الشقيق بعد سقوط نظام الأسد الذي تخلى عنه حلفاؤه كعادة أي نظام مستبد يصل لنقطة لا يمكنه تجاوزها كنتيجة طبيعية لتراكم سياسات الذل والقهر والتعذيب وإهانة كرامة الإنسان والفساد الذي ينخر بذلك النظام حتى يسقطه من الداخل مثل سوسة النخل لا تراها من الخارج، ولكنها تنخر جذعها حتى تتهاوى على ذاتها إن لم تعالجها، فهذه السياسات التي يتبعها أي نظام يستمر عمره ما بين خمسين إلى سبعين عاما وتعتمد المدة على مدى قوة تحمل الشعوب والأمم وأيضا على مدى وعيها وثقافتها والأمثلة في التاريخ الذي عاصرناه عديدة على الأقل بالنسبة لي شاه إيران، النميري، بن علي، القذافي، حسني مبارك، علي عبدالله صالح... وأخيرًا ولا أعرف فيما إذ كنت نسيت أحدهم من كثرتهم، ولكن المؤكد بالنسبة لي لن يكون أخيرهم بشار الأسد الكل جمعتهم فترات تراوحت ما بين الأربعين إلى خمسين عاما، ومن ثم تأتي لحظة تاريخية مواتية تتغير بها الظروف ويتغير بها التاريخ.

المراد من ذلك السرد هو الاستفادة من الأحداث واتخاذ العبر منها وعدم تكرار معادلات أثبت التاريخ بأن نتائجها كارثية ليس على المعنيين بالأمر أي الأنظمة وإنما حتى على الشعوب التي تدفع ثمن سياسات تلك الأنظمة التي لا ترى غير ما تراه وهذه هي الإشكالية في منطقتنا التي لم تتحرر من عقلية لا تزال عالقة بفكرها وتفكيرها بالماضي الذي تجاوزه التاريخ وهذا الذي يجعلها لا تتصادم مع شعوبها فقط، وإنما مع الحقيقة والواقع وتعيش بحالة Denying reality and disbelief اي بحالة رفض الواقع وعدم التصديق بأن تاريخهم قد انتهى؛ وعليهم الرحيل لعالم آخر.

السؤال هنا من يتعظ من مثل تلك الأحداث؟

اللهم اهدهم لسبيل الخلاص لصالحهم ولصالح شعوبهم وأمنهم واستقرارهم وتطورهم.