مليونية انتزاع الحقوق ساحة العروض تجمعنا

الثلاثاء - 14 يناير 2025 - الساعة 07:57 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب

وفق ما جاءني من معلومات بشأن التطورات في الجنوب العربي الذي انتفض عدة انتفاضات وليس انتفاضةً واحدةً ليسترد حقه المشروع من أيادي اللصوص المهيمنين على المشهد الجنوبي منذ أن تحرر من سيطرة المحتل الشمالي حتى الساعة أيْ منذ ما يقارب عشر الأعوام كل عام يلحقه عامٌ بالأماني والصبر والتأني وأكل العنب حبة حبة دون أن يتحقق أي شيء على أرض الواقع لا ممن تسمي نفسها بالشرعية أي حكومة الاحتلال الشمالي في الجنوب، ولا ممن تم تخويلهم لاسترداد دولتهم ممثلا في المجلس الانتقالي.

من يومين أو ثلاثة سمعت بأن هناك دعوة من النقابات الجنوبية لمليونية اليوم الرابع عشر من يناير 2025 للتعبير عن مصابهم الجلل في دولتهم من إرهاب واحتلال شمالي وفقر وجوع وبلا كهرباء ولا ماء ولا أي شيء تغير طوال عشر الأعوام الماضية غير زيادة في معاناة الشعب الجنوبي، وهو صاحب أرض وعرض وثروات من بترول وغاز وذهب تنهب بالمليارات والأهم من كل ذلك إذلال روح الجنوبي، وجعله بحاجة مستمرة أي يطبِّقون عليه نظرية "جوِّع كلبك يلاحقك" محشومين يا شعب الجنوب، ولكنها الحقيقة التي يجب أن تقال.

المرجح وبقوة سيتجاهل الإعلام العالمي والإقليمي هذه المليونية، وغالبا ستشوه وستُنعت بمليونية العفافيش والدحابيش والمأجورين والمدفوع لهم لتعكير صوف وأمن عدن كالعادة ولكني على ثقة بحكم متابعتي لملف الجنوب العربي من سنوات أقول لهم لا تضيعوا هذه الفرصة يا شعب الجنوب، ولا ترجعوا لبيوتكم قبل أن تفرضوا أمرًا واقعًا تستردون به حقوقكم، فمراهنتكم على شرعية فاسدة لن تعيد لكم دولتكم ولا كرامتكم، ولا تعولوا على مجلس انتقالي لا يزال مشغولًا على ما يبدو بأكل العنب حبة حبة.

اليوم لا يفل حديدهم يا شعب الجنوب غير حديدكم، قلتها وأكررها لكم للمرة المليون إذ كنتم تنظرون إلى غير ذراعكم يسترجع لكم دولتكم؛ فهذا وهم لن يحدث مطلقا؛ لسبب بسيط وهو أن جميع من بيدهم الأمر ليس من مصلحتهم أن تعود دولتكم، هكذا وبكل بساطة ووضوح ولا تسألوني من هم؟ بقدر ما أريدكم أن تنظروا لمن بيدهم القرار، وكيف يسرقون ثرواتكم ويعيشونكم بفقر وجوع وإرهاب وتشرد في أصقاع العالم.

وأخيرا كما يقال ما يحك ظهرك غير ظفرك، اليوم يومكم يا شعب الجنوب، وأنتم أصحاب حق، افرضوا في مليونية اليوم أمرًا واقعًا، وسيهرول لكم العالم كما هرولوا للذين من قبلكم كالجولاني والمدفوع على رأسه عشرة ملايين دولار، واليوم يستقبل استقبال رؤساء الدول!!!

فهل نشاهد عودة دولة الجنوب اليوم أم ستكون مجرد مليونية فشت خلق؟

يقول أبو جعفر المنصور:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة... فإنَّ فساد الرأي أن تتردَّدا

شاهد أيضًا