الرحلة السابعة

الإثنين - 03 فبراير 2025 - الساعة 11:01 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب

كما سبق وأن دوَّنت لكم في العديد من المقالات عن الأماكن السياحية غير التقليدية في سلطنة عمان، ففي كل زيارة لها نكهتها الخاصة بها، ففي الرحلة السابعة خيَّمت في جبل شمس في عقبة يصب، أول موقع تشرق عليه الشمس في الشرق الأوسط، وكانت ليلة باردة جدًّا، منتظرًا شروق الشمس لكي أتلقى أول شعاع من خيوط أشعة الشمس الذهبية التي تختلط مع ظلمة الليل الحالك مع تلؤلؤ أشعة النجوم المتناثرة في الفضاء، وتحتار في اختيار أجمل شعاع من أشعة تلك النجوم، وما إن قاربت الساعة السادسة صباحا حتى أخذت هاتفي لأستعد لتصوير ذلك الشعاع الذي سيبزغ من وسط عتمة الليل، وكنت حريصًا جدًّا على ألا أفوِّت عني تلك اللحظة التي قدمت من أجلها لسلطنة عمان، وعندما حانت تلك اللحظة بعد انتظار ما يقارب الساعة حتى تلقيت أول شعاع قادم لي من الشرق بمنظر رهيب، يحبس الأنفاس لا يمكن الشعور بجمال تلك اللحظة إلا وأن تكون في الزمان والمكان المناسب، ولأكون من ضمن القلائل الذي يعايشون تلك اللحظة.

وكعادة أهل عُمان في الكرم توقفت عند قهوة عابر سبيل، وهو مكان يمكن لأي عابر سبيل أن يتوقف عنده، ويحتسي القهوة العُمانية الرائعة مع تمر - تمر : جمع تمرة وهي ثمرة من ثمار النخيل حلوة المذاق- وأثناء تواجدي توقف شاب وترجل من سيارته، واتجه نحو القهوة وأثار بي الفضول لمعرفة ما إذ كان من عابري ذلك السبيل مثلي أم أنه جاء ليزيد القهوة قهوة، وبالفعل اتضح بأنه المسؤول عنها، فسألته عن سر هذه القهوة، فقال لي: بأنها من تبرعات أهل الخير من أهالي تلك المنطقة لأي عابر سبيل، وطلبت منه أن يقبل مني تبرعًا لمشاركة أهل المنطقة في هذا العمل الخيري، رفض في البداية كوني ضيفًا لديهم، ولكني أصررت أن أتبرع لكي أطبق مقولة كل مشروك مبروك، ولعل تبرعي يسد رمق عابر سبيل، وبالمناسبة زرت دولًا كثيرة، ولم أجد دولة في العالم كالتي زرتها، شعبها يتبرع من حر ماله لتقديم القهوة مجانًا لأي عابر سبيل غير ما وجدت في سلطنة عُمان.

وللحديث بقية عن ليلة القط البري الذي واجهته في عتمة ليل جبل شمسان.

شاهد أيضًا