الدول المسؤولة عن تطبيق الفصل السابع مسؤولة عن المأساة الجنوبية

الأربعاء - 19 فبراير 2025 - الساعة 12:32 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب

الجنوب يغوص في الفوضى

متابعة الوضع في الجنوب مع الأسف تُدمي القلوب وتحجِّر العقول، فالذي يحدث للشعب الجنوبي كلمة مأساة لا تعبر عنه بشكل صحيح، ولا أعرف للأمانة كيف أصف الوضع في الجنوب الذي تتناوشه الضباع الإقليمية والدولية وحتى الداخلية أمام جثة الانتقالي الذي على ما يبدو أنه يحتضر وبنفَسه الأخير لأنه واضح بأنه غير قادر حتى على الدفاع عن نفسه -وليس عن فوضى- ليسترجع حقه المشروع في عودة دولته.

بالنسبة لي كمراقب يمكنني تبرير المأساة التي عاشها الشعب الجنوبي منذ احتلاله من الشمال حتى يوم الخامس والعشرين من شهر مارس عام 2015 لأن جماعة علي عبد الله صالح، والإصلاح سيطروا على الجنوب واحتلُّوه أي أن الجنوبيين كانوا تحت الاحتلال الشمالي بينما بعد الخامس والعشرين من عام 2015 تحرَّر الجنوب، والأجمل من ذلك قرر الجنوبيون تشكيل حامل سياسي يمثلهم، وبالفعل أسسوا المجلس الانتقالي بقيادة سعادة اللواء عيدروس الزبيدي الذي وعدهم بالعمل على استرجاع دولتهم، والتف حوله الشعب الجنوبي كله من المهرة لباب المندب، وحتى هذه الساعة لم ترجع دولة الجنوب ساعةً بحجة أنها تحت البند السابع، وأخرى بحجة عدم وجود دعم دولي، وأخرى المجتمع الإقليمي لا يدعم عودة دولة الجنوب، وظل الشعب الجنوبي طوال عشر سنوات وهو على أمل استعادة دولته لكي ينهض بها بعد مأساة دامت منذ عام 1994 أي منذ الاحتلال الشمالي عسكريًّا للجنوب.

السؤال هنا لن أوجهه لأي قيادي لا في الشرعية الفاسدة ولا في الانتقالي لأن المأساة الجنوبية لم تعد مأساةً وإنما تحوَّلت لكارثة إنسانية أحمِّل المجتمع الدولي والدول المكلَّفة بتنفيذ الفصل السابع على الأرض بأن يحسموا الأمر لأن من غير المعقول يرون تلك المأساة الإنسانية المفتعلة بفعل فاعل، وهي من أفاعيل الشرعية ولا يتحركون لمنعها من قطع الكهرباء على أقل تقدير ، وألا تكون الدول المسؤولة عن تنفيذ الفصل السابع شريكة في اختلاق الأزمة والمأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الجنوبي، وعليه لا بد من أن يحسم الأمر الشعب الجنوبي بنفسه، ولا يعتمد على غير ظفره ليحك ظهره ودون ذلك ستستمر المأساة الإنسانية إلى أن يكتب الله أمرًا كان مفعولًا أو لعله يخرج كما ذكرت عنقاء ينقذ الجنوب وشعبه.

شاهد أيضًا