المرتزقة في الجنوب: هل يظنون أن العدو سيمنحهم السلطة؟

الخميس - 06 مارس 2025 - الساعة 03:04 ص

الكاتب: أسعد أبو الخطاب - ارشيف الكاتب

في مشهد سياسي أشبه بفيلم كوميدي رديء الإخراج، هناك مجموعة من الأشخاص الذين باعوا أوطانهم بثمن بخس، يجلسون اليوم في زوايا المقهى السياسي، يبيعون الوهم، ويتحدثون بثقة وكأنهم وزراء المستقبل ورجال الدولة القادمين!

يعتقد هؤلاء المرتزقة أن العدو الذي استخدمهم كأدوات لتنفيذ مخططاته سيفي بوعده لهم، وسيمنحهم المناصب والسلطة فور استكمال مشروعه.

نعم، إنهم يؤمنون بهذه الكذبة أكثر من إيمانهم بوجود الشمس في السماء!

التاريخ لا يرحم.. والخونة أول الضحايا!

لكن، لنعود قليلًا إلى كتب التاريخ، ولنطرح السؤال:
هل هناك خائن واحد خدم عدوه ثم كافأه العدو بمنصب محترم؟

لا، بل على العكس تمامًا!

العدو يستخدم الخونة كالأدوات الرخيصة، وعندما ينتهي دورهم، يرميهم كما يُرمى مثل الفاين بعد انتهاء الصلاحية.

فالمرتزقة في الجنوب، الذين يراهنون على الأعداء، سيلقون نفس المصير الذي لاقاه كل من سبقهم:

إما منفيون، أو مسجونون، أو مقتولون بيد من خدموهم!

حلم السلطة.. وكابوس الحقيقة!

إنهم يعتقدون أن العدو سيضعهم على عرش الحكم، وسينصبهم وزراء ومسؤولين، لكنهم ينسون حقيقة واحدة بسيطة:
من يبيع وطنه مرة، يمكن أن يبيعه ألف مرة، وهذا ما يدركه العدو جيدًا.

فكيف يمكن لمن خان أرضه وأهله أن يكون رجل دولة موثوقًا؟

المرتزقة في الجنوب اليوم يعيشون في وهم أن المستقبل بانتظارهم، بينما الحقيقة أنهم مجرد أوراق محروقة، سينتهي بهم المطاف إما في النسيان، أو في مزبلة التاريخ التي تليق بمن باع كرامته من أجل حفنة وعود كاذبة.

الدرس الأخير:

الوطن لا ينسى.. والشعب لا يسامح!

مهما حاولوا إقناع أنفسهم بأن "العدو وفيٌّ للوعود"، ستأتي لحظة الحقيقة عندما يجدون أنفسهم وحيدين، لا وطن لهم ولا كرامة.
فالخائن قد يخدع الجميع لبعض الوقت، لكنه لن يستطيع خداع التاريخ، والتاريخ لا يرحم.

وفي النهاية، عندما يكتشفون أن العدو خدعهم، سيكون الوقت قد فات، وسيفهمون أخيرًا أن السلطة ليست للمرتزقة، بل لمن يحملون همّ الوطن في قلوبهم، لا في جيوبهم!

شاهد أيضًا