الجولاني - بيكو، والإعلان الدستوري

السبت - 15 مارس 2025 - الساعة 02:18 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب

لم أتفاجأ حقيقة في الإعلان الدستوري الذي أعلنه الشرع حاليا الجولاني سابقا بالذات فيما يتعلق برئاسته لسوريا التي ستستمر على مدى الحياة.

الجولاني وجماعته لم يأتوا بشيء جديد وخارج عن نطاق المألوف في منطقتنا فهي منطقة يعج تاريخها بالدكتاتوريات حتى الثوريون الذين رفعوا بها شعار المظلومية والحرية والديمقراطية وتداول السلطة ما هي إلا شعارات لا تسمن من حرية ولا تغني من جوع ديمقراطي، أتذكر قبل مده كتب أحد الرموز الوطنية مقالًا بعنوان: الثابت والمتغير ينتقد بها مسؤولًا كبير ًا يتغيير الوزراء وهو ثابت، ويطالب بتداول السلطة، وعندما انتقده صحفي في مقال عنوانه: الزعيم الأوحد جن جنونه، أنا هنا أتكلم عما يسمى بالرمز الوطني أي القدوة أي الرجل الذي سطر له تاريخًا طويلًا وعريضًا من النضال من أجل الحرية والديمقراطية ويعتبر من المثقفين التنويريين.

الجولاني سابقا والشرع حاليا ومن لف لفه من المخدَّرين وأصحاب الأجندات الغيبية وبعد إعلانهم الدستوري واضح بأنه جيئ به من أجل استكمال مشروع سايكس بيكو تفتيت المفتَّت، وتجزيء المجزَّأ هذه المرة ليس على أساس تجمعات بشرية هنا أو هناك لا بل على أسس عرقية طائفية وهذا ما نشاهده على الواقع السوري اليوم، والجولاني الزعيم الأوحد الذي سيجلس على كرسي الرئاسة مدى الحياة وزمرته هم الأدوات التي يتم بها تنفيذ ذلك، نعم الغرب والشرق، الفرس والروم من قرون وهم يتآمرون على شعوب المنطقة كما لقنونا، ونحن صغار، ولكن السؤال هنا من ينفذ تآمرهم عليها غير هذه النوعية من البشر التي تغذت من نعومة أظافرها على كره الآخر وفق منطقهم السياسي الديني والمذهبي، والمصيبة والكارثة الأكبر هناك من يؤيدهم وهؤلاء لا يدركون بأنهم يحفرون قبورهم الجماعية بأيديهم.

المراد المنطقة برمتها مقبلة على مشروع سايكس بيكو جديد، يستكمل به الجولاني المشروع التاريخي القديم لسايكس بيكو، ومن لا يرى ذلك فأجزم بأنه لا يرى أبعد من أرنبة أنفه.

شاهد أيضًا