ٱراء واتجاهات


الإعلان الدستوري السوري، وغياب كلمة ديمقراطية منه

السبت - 15 مارس 2025 - الساعة 09:12 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




للتو فرغت من قراءة الإعلان الدستوري السوري الذي صدر مؤخرا، وكنت من الحريصين على قراءته والتمعن به؛ لعل من كتبه قد استفاد من تجربة زملائهم الإخوان المسلمين عندما استلموا السلطة في مصر في كتابة الإعلان الدستوري الذي هو بمثابة دستور أيْ أبو القوانين.

كنت حريصًا جدًّا في البحث بين عشر صفحات من صفحات الإعلان الدستوري أن أجد كلمة ديمقراطية، ولم أجدها مع الأسف بل وجدت أمورًا في الحقيقة أقل ما يمكن قوله عنها بأنها تجسد إدارة من إدارات الماضي السحيق رغم كوارث نتائجها إلا أن العقلية التي كتبت ذلك الإعلان لا زالت عالقةً في الماضي والمؤكد بالنسبة لي لن ترتقي قيد أنملة لمعطيات الحاضر فما بالكم بالمستقبل.

سوريا والشعب السوري مع الأسف تم اختطاف ثورته السلمية التي كانت تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الإنسانية والديمقراطية ولم تكن تجربة الشعب السوري هي الوحيدة التي تم اختطافها من التيارات الدينية السياسية فكل الثورات السلمية انتهت بيد تيارات دينية سياسية، وطبعا سيقول البعض إن ذلك نتاج الشارع ولا بد من القبول به إن كنت مؤمنًا حقا في الديمقراطية أي نعم صحيح ولكن نتاج الشارع يجب أن يقوم على أسس عادلة لا أن يتم فتح الأبواب مشرعة على مصراعيها لتيار وتغلقه في وجه آخر.

على كل حال لا أزال عند رأيي سوريا لن تستقر ، وستحتاج على الأقل لخمسين عامًا لعلها تستقر وبالنسبة لي لا أعتقد ذلك لسبب بسيط، وهو يتم تدمير النسيج الاجتماعي وتقسيمه وفق أسس قومية ومذهبية وإذ أردت تدمير أي مجتمع فلا أفضل من تدميره على أسس دينية طائفية مذهبية.