ٱراء واتجاهات


الرئيس هادي خدم الجنوب.. فلماذا يحاول البعض تزوير التاريخ؟

الأربعاء - 19 مارس 2025 - الساعة 04:35 ص

الكاتب: أسعد أبو الخطاب - ارشيف الكاتب






في خضم الفوضى السياسية والحرب الإعلامية المستعرة، يبرز تساؤل مشروع: لماذا يحاول البعض تشويه دور الرئيس السابق عبدربه منصور هادي في خدمة الجنوب؟

ولمصلحة من يتم تسويق الروايات الزائفة التي تتجاهل الحقائق؟

هادي.. بين الإنصاف والتشويه:
عندما نتحدث عن الرئيس عبدربه منصور هادي، لا يمكن إنكار حقيقة أنه كان جزءًا من المشهد الجنوبي لعقود طويلة، سواء اتفقنا مع سياساته أم اختلفنا معها. لكنه، على الأقل، فتح أبوابًا سياسية وعسكرية أمام القيادات الجنوبية لم تكن متاحة قبل 2015م.

لقد ساعد في تمكين الجنوبيين من بناء قواتهم المسلحة، ومنحهم هامشًا سياسيًا للمناورة، وكان موقفه أكثر وضوحًا في مواجهة القوى التي تحاول القضاء على القضية الجنوبية. فلماذا إذًا يُتهم اليوم بأنه كان ضد الجنوب؟

محاولات لتزوير التاريخ.. لكن لماذا الآن؟

ليس خافيًا أن هناك جهات، واحزاب تابعة للاعداء وأدوات اعلامية تخدم الاعداء، تسعى لزرع الفتنة داخل الصف الجنوبي، مستخدمة كل الوسائل الممكنة، ومنها تشويه القيادات وإعادة كتابة التاريخ بما يتناسب مع أجنداتها.

من المثير للريبة أن هذه الحملات تأتي في توقيت حساس، حيث يعمل الجنوبيون على توحيد صفوفهم لمواجهة التحديات المقبلة.
يبدو أن بعض الأطراف ترى في وحدة الجنوبيين خطرًا على مشاريعها، ولهذا تلجأ إلى تشويه رموز الجنوب، سواء كانوا في الحكم أو خرجوا منه.

هل نحن أمام حملة تضليل متعمدة؟

من يراجع بعض المنشورات التي تهاجم هادي اليوم، سيجد أنها تستند إلى مقالات مجهولة المصدر، وتصريحات غير موثقة، والهدف منها ليس تقييم مرحلة حكمه بموضوعية، بل إعادة إشعال الصراعات القديمة بين الجنوبيين وإشغالهم بمعارك جانبية.

إن أخطر ما يمكن أن يواجهه الجنوب اليوم ليس فقط التحديات السياسية والعسكرية، بل الانقسامات الداخلية التي يتم تغذيتها بمثل هذه الادعاءات.

فمن يزرع هذه الفتن؟

ومن يستفيد من إعادة إنتاج الصراعات؟

الجنوب بحاجة إلى الوعي.. وليس إلى تصفية الحسابات
ليس المطلوب هنا أن يتحول الجنوبيون إلى مدافعين عن أي شخصية سياسية، ولكن من باب الإنصاف، يجب عدم السماح لأحد بتزوير التاريخ لخدمة أجندات خفية.

اليوم، الجنوب بحاجة إلى رص الصفوف، وليس إلى العودة إلى جدالات لا تخدم سوى أعدائه.
فبدلًا من إهدار الوقت في تصفية الحسابات، يجب التركيز على المستقبل، والتعامل مع الواقع كما هو، بعيدًا عن الأكاذيب والتضليل الإعلامي.

الخلاصة: الجنوب لن يبنيه إلا أبناؤه، ولكن بشرط أن لا يسمحوا لمن يريد تفريقهم بأن ينجح في مخططه.