ٱراء واتجاهات


أزمة الأيدلوجية الدينية السياسية

الأحد - 23 مارس 2025 - الساعة 01:59 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




لم أتفاجأ حقيقة فيما يحدث في تركيا، والتطورات في ملف أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الذي دخل في معركة تنافس شديدة مع الرئيس أردوغان، بدأها في منافسته على انتخابات بلدية إسطنبول التي تعتبر من يسيطر عليها انتخابيًّا سيسيطر على الانتخابات الرئاسية، وبعد ظهور نتائج انتخابات البلدية، ونجاح إمام شكَّك أردوغان بها، وطالب بإعادتها؛ وبالفعل تمت إعادة الانتخابات، وفاز بها إمام أوغلو، واليوم عجلة المنافسة عادة مرة أخرى حيث كان من المقرر إعلان ترشح أوغلو للانتخابات الرئاسية، ولكن تم اعتقاله بتهم فساد، وبفيلم هوليودي يظهر أحدهم يفتح خزينة يلتقط منها الدولارات!!!

مأزق العقلية الأيدلوجية الدينية السياسية ترى بأنها وصية على البشر وعقولهم، ولا يؤمنون بتداول السلطة، ولا بالديمقراطية ولا بفصل السلطات، ولا بالبرلمان والمحاسبة والمراقبة والتشريع ولا بحقوق الإنسان، ولا يحزنون، هم أساسا دخلوا لعبة الانتخابات البرلمانية للوصول للسلطة، ومن ثم يغيِّرون قواعدها بحيث لا يمكن لغيرهم أن يصل للسلطة، وتجربة أردوغان لا تزال طازجة، وتجربة الشرع حاليا -الجولاني سابقا- لا تزال حديثة، ولن أتحدث عن طالبان، ولا عن نظام ملالي إيران، ولا عن حماس هؤلاء جميعهم دخلوا في اللعبة الديمقراطية، ومن ثم قالوا للديمقراطية: هذا عهدنا بك فاذهبي غير مؤسوف عليك( يعلق زميل ويقول يريدون لعب كرة القدم يمسك الكرة ويدهفون بها، تقول لهم لايصح ذلك يردون بأننا نمثل الجمهور).

أردوغان ألقى القبض على أوغلو بتهم الفساد، وجرَّ معه مائة من أنصاره، وأنصار أوغلو لم يستسلموا للأمر الواقع، ومن يوم إلقاء القبض عليه عمَّت التظاهرات مدن تركيا، ولا تزال، كل ذلك من أجل أن يستمر حزب أردوغان ذو المرجعية الدينية السياسية أي الإخوان المسلمين الذين لديهم برغماتية متطورة للتمسك بالسلطة، وعدم السماح لمنافسيهم للوصول للسلطة حتى هو نفسه أردوغان وصل للسلطة عام 2014 أي قبل أكثر من عقدين، وغيَّر الدستور بحكم الأغلبية البرلمانية التي يملكها لكي يظل في السلطة وهذا ما حدث.

السؤال هنا هل هناك في من يعتقد بأن نظام حكم الايدلوجية الدينية السياسية يمكن أن يؤمن في الديمقراطية وتداول السلطة؟