ٱراء واتجاهات


أه يا عرب: السكين في قلب غزة ونحن نبحث عن سكاكين جديدة للمطبخ!

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 09:39 م

الكاتب: أسعد أبو الخطاب - ارشيف الكاتب





أه يا عرب!

أصبحنا نعيش في زمنٍ أصبح فيه السكين مغروسًا في قلب غزة، والعالم كله يتفرج وكأن لا شيء يحدث..وبينما نحن، في العالم العربي، مشغولون في البحث عن سكاكين جديدة للمطبخ، نتبادل الوصفات وندعي أننا في عصر النهضة، بينما السكين في قلب الأمة، وجراحها تزداد عمقًا يومًا بعد يوم.

غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تقاوم بقوة وبأس، أصبحت علامة عار على جبين الأمة العربية والأسلامية، وكل يوم نسمع نفس العبارات: "يا أمة الإسلام.

أه يا عرب!

أين أنتم؟

لكن الجواب على هذا السؤال لا يزال مجهولًا، فبينما يعاني أهل غزة من قصف، حصار، وتدمير، نحن مشغولون في بيع أنفسنا لأعداء الأمة ونبحث عن سكاكين جديدة لاستخداماتٍ تافهة.

هل يا ترى كانت الأمة الإسلامية والعربية تُصَنّع سكاكينها للاستخدام في طعام الناس أم في طعن قلوبهم؟

هل هذا هو حالنا؟

نتمنى سكاكين جديدة كي نمزج الطعام على موائدنا، بينما في غزة، يستعد الأطفال للذهاب إلى النوم وهم يتخوفون من السكين التي قد تكون في يد جندي صهيوني، لا لشيء سوى لأنهم وُلدوا في المكان الخطأ.

نبحث عن منظمات وجمعيات تُنقذ الأطفال في الشارع العربي من التشرد، في حين أن أطفال غزة ليسوا بحاجة لسكين جديد يقطعون به الطعام، بل بحاجة لسكاكين تشق الجدران التي تقف عائقًا أمامهم.

هم بحاجة إلى سكين يقطع حصارهم، لا سكاكين لفرم اللحم على موائدنا!

أه يا عرب، أين أنتم؟

ألم يحن الوقت لأن ندرك أن الكلمات لا تشبع جائعًا ولا تحمي طفلًا؟

قد يكون لدينا سكاكين، ولكن للأسف لدينا قلب قاسي لا يلمس وجع الآخر.. وفي الوقت الذي نعكف فيه على ترقية حياتنا الشخصية، غزة تُذبح من الوريد إلى الوريد، وأعيننا لا ترى سوى شاشات هواتفنا!

لنعمل على أن نكون أمة واحدة، لا تفرقنا الفتن، ولا تنشغل قلوبنا بمصالحنا الشخصية بينما الدماء تسيل في كل مكان.

فهل ننتظر أن يصبح كل منزل في غزة ذكرى محطمة، ثم نندم على السكوت؟

أم هل سيتوجب علينا أن نصحو من غفلتنا ونستخدم السكاكين التي لدينا لتحرير الإنسانية فينا أولًا؟

يا عرب، في غزة السكين في قلبها، والدماء تروي الأرض. هل ستظل سكاكيننا في المطبخ؟

أم سنبدأ أخيرًا في استخدامها للمصالحة مع أنفسنا قبل أن نبحث عن خلاص؟