الثلاثاء-01 أبريل - 08:38 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

الجمعة - 28 مارس 2025 - الساعة 09:11 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




أتابع الملف اليمني الشمالي عمومًا والجنوبي خصوصًا، من فترة ليس بالقصيرة، أسمع الكثير من الاتهامات لسلطنة عمان بتهريب السلاح للحوثيين، للأمانة لم أُعر تلك الترهات أي اهتمام لأنها لم تصدر من مصادر يمكن الوثوق بها، ولكن في الآونة الأخيرة كثرت تلك الترهات، وأصبح من المجدي الالتفات لها؛ وتفنيدها لكي لا ينخدع بها البسطاء، ويفهم من الترفع العُماني عن الرد على ذلك تأكيد لاتهام السلطنة بتهريب السلاح للحوثي.

أولا: سلطنة عمان كانت ولا تزال من الدول التي تسعى لتبريد الساحات الملتهبة سواء على المستوى الاقليمي أم الدولي لما تتمتع به من سياسة حياد أتمنى أن تحذو حذوها كل دول الخليج.
ثانيا: اليمن يمتلك سواحل بطول 2000 كيلو متر ممتدة من حدود السلطنة الغربية حتى الحدود السعودية في الجنوب الغربي في منطقة تعج بالانفلات الأمني.

ثالثا: السلطنة استضافت ولا تزال تستضيف حوارات لإنهاء الأزمة اليمنية فكيف تهرِّب السلاح للحوثي وهي وسيط من بين فرقاء الصراع؟

رابعا: المسافة ما بين صنعاء وظفار تمتد 1500 كيلو متر تقريبًا، وهي مسافة تسيطر عليها الشرعية اليمنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن المستحيل أن تمر شحنة مهرَّبة من السلطنة للحوثي في ظل سيطرة الشرعية والانتقالي.

خامسا: لدى اليمن أكثر من مائتي جزيرة في البحر الأحمر وبحر العرب أكبرها جزيرتي سقطري و حنيش، ويمتلك اليمن سبعة موانئ هي: (عدن، المكلا، نشطون وهما تحت سيطرة الشرعية أما موانئ الحديدة، المخا، رأس عيسى، والصليف فهي تحت سيطرة الحوثي ومن المستحيل ألا يتم اكتشاف أي تهريب أسلحة عبرها فما بالكم من سلطنة عمان.

الشواهد على كذب ذلك كثيرة، ولا تحتاج عناء لإثباتها، ومن لديه دليل على ذلك فلا يبخل علينا به وكما جاء في محكم كتابه (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) بدلا من ترويج إشاعات لا أساس لها من الصحة ولا المنطق، فالدور العُماني كوسيط نزيه مشهودٌ له ولا أدل على ذلك إلا من احتضان السلطنة العديد من جولات المفاوضات لإنهاء الصراع الذي لا يزال مستمرًا.