الخميس-26 ديسمبر - 12:56 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


متلازمة مايبون.

الثلاثاء - 18 يوليه 2023 - الساعة 02:36 ص

الكاتب: د/ أنور الرشيد - ارشيف الكاتب







سبق لي وأن أعلنت توصلي لقناعة بأن جماعتنا مايبون وشرحت معنى كلمة مايبون لغير الناطقين باللهجة الكويتية والتي تعني بأنهم لا يُرِيدُون.

ولكي أثبت لكم بالدليل القاطع بأنهم مايبون لا تنمية ولا تطوير ولا ديمقراطية ولاهم يحزنون، أتذكر بأني قد كتبت مقال اعتقد في منتصف تسعينيات القرن الماضي بشأن الإصلاح الأداري للدولة وأثناء بحثي لكتابة المقال اكتشفت بوقتها أمر غريب جداً وهو أن الحكومة شكلت أول لجنة للإصلاح الأداري في أروقة الحكومة عام 1957 أُقسم لكم بالذي رفع السماء بلا عماد أي قبل أكثر من ستين عاماً وأكتشفت بأن لحق تشكيل تلك اللجنة لجان متعددة لاحصر لها إلى أن وصلنا ليومنا هذا الذي لازالت الأدارات الحكومية مترهلة وأصابها العجز والتصلب الشرايني للمواطنين وليس لهم ولا لمن يدور في فلكهم.

يقول جدي رحمة الله عليه الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت صفحة 221 "بأن الشيخ مبارك صم أُذنيه عن سماع ندائها" أي نداء الكويت لتطويرها ولكم أن تتخيلوا قرابة قرن وأهل الكويت يُطالبوا بتطويرها وهم يعاندوا بكل الطرق والوسائل من عام 1926 إلى عام 1957 إلى عام 2023 أي أن الاجداد طالبوا في الاصلاح ولحقهم الآباء ونحن الاحفاد لازلنا نطالب في الإصلاح والواضح سيستمر بذلك العناد والسبب بسيط جداً عليكم فهمه لكي تعالجونه وكما يقال 99% من التشخيص السليم هو بحد ذاته علاج، أنا مُقتنع بمرضهم تماماً وهو معاند أهل الكويت بسبب تمسكهم بحُرياتهم وديمقراطيتهم هذه كل القصة والحكاية والحدوته التي تُعانوا منها ليل نهار ومن قرن من الزمان، لذلك لاتلوموني عندما أصل لقناعة نظرية مايبون فهم يعانون من مرض اسمه متلازمة مايبون، والله مايبون لو تضعون رجل بالأرض وأخرى بالسماء مستحيل ينصلح حالكم وحال الكويت ولن يتخذوا أي خطوات إصلاحية طالما أن موازين القوة معهم ولاحظوا عندما تغيرت موازين القوة في بداية ستينيات القرن الماضي سارع عبدالله السالم بإعطاء الكويتيين حقوقهم بما فيها دستور الذي لم يكن خياره بقدر ما كان ذلك خيار الأمة التي ضغطت عليه، فلو لم تتغير موازين القوة آن ذاك لما كان لدينا دستور لكانت خيازرينهم لازالت موجودة تلسب بظهور الكويتيين، وعندما تغيرت موازين القوة سرعان ما عادت حليمة لعادتها القديمة.

لذلك توقعوا بأن يتم حلحلت بعض الأمور غير مهمة ولا اساسية لذر الرماد في العيون لتنفيس الضغط عليكم وسيُضخمها الإعلام الفاسد وصبيانهم من المطبلين ولكن لن يكون شيئ واو أو تعدل تاريخي أو تطوير جذري بقدر ماسيكون غشري لتستمر الأمور على ماهو عليه من تدمير ممنهج للمعنويات وجعل المواطن بحاجة مستمرة لهم ولأدواتهم وسياساتهم التي تتحكم بمصيره ومصير البلد حاضرها ومستقبلها، لذلك هم مُصابون بمرض متلازمة مايبون.
الله المستعان.