الجمعة-27 ديسمبر - 03:15 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


غضب النخب تجاه السعودية

الأربعاء - 19 يوليه 2023 - الساعة 04:17 ص

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب







‏غضب يعم النُخب المؤيدة للإنتقالي تجاه السعودية ، حد وصف سفيرها آل جابر ببريمر الحاكم الإمريكي للعراق بعد إسقاط النظام.
الواقع أن السعوديه لها إرث غير مشرف في اليمن، وتختزن الذاكرة الدور المخرب  لأمنه  والتدخل في شؤونه والعمل على إضعافه وسلب قراره المستقل.
المملكة ظلت تحكم صنعاء من السفارة السعودية ، تسقط رئاسات وتعين رئاسات، تغتال زعماء وتنصب زعماء ،وتعبث بإستقرار البلاد عبر أدواتها المشيخية وحتى السياسية.
بقي الجنوب خط التصدي الأول للهيمنة السعودية تاريخياً ، وظلت الرياض والقصور الملكية تحت سطوة ترسانة عدن الضاربة ،وضمن صراع الإرادات وموازين القوة ، وبقي لزعامات عدن القدرة المطلقة على قول لا للسياسة السعودية ومناهضتها، ورفض تدخلها في الشأن الداخلي جنوباً ،بل وحتى مقاومة تغولها شمالاً، يكفي أن ترسيم صنعاء للحدود مع الرياض بقي خط أحمر، ممنوع الإقتراب منه لممانعة سلطة عدن، وإعتبار الإقدام عليه خيانة وطنية عظمى .
الحقيقة أن خطأً ما في مكان ما ، حدث والإنتقالي يرسم سياساته ، هذا الخطأ المميت يكمن في الإعتقاد بوحدة المصالح مع المملكة دون مساحة للتمايز ، وبالتالي وضع كل الأوراق في سلة سياستها، دون أن يمنح نفسه هامشاً للمناورة والرفض ،والوقوف بندية سياسية رفضاً وقبولاً لأي من الخطوات والتوجهات السعودية إزاء صراع اليمن.
هكذا تتكشف اليوم نقطة الخلل ، وتعبر عن نفسها بمواقف النُخب التي تسعى لتصحيح السياسات ، وإستعادة ما انفرط من سبحة القرار المستقل، برفض علني صاخب وشديد اللهجة للدور السعودي في الجنوب ، من خلال تفريخه للكيانات ودعم أدوات تمزيق لُحمة الجغرافيا والسياسة، وعسكرة المجتمع بالمال السعودي ،  وصناعة بيئة حاضنة للصراع لا للتوافقات، ناهيك عن إنفتاحه على حوثي صنعاء ،وإبرام إتفاقيات معه تخدم أمنه ومصالحه على حساب أمن ومصالح الجميع.
نحن لسنا بحاجة لإستحضار بعقلية الثأر البدوي ، عدائية السعودية تاريخياً لليمن ، بل نحن أحوج مانكون لتصحيح المسارات بلا عواطف زائفة ،والكف عن الإعتقاد بأن هناك من سيدافع عن مصالحك على حساب مصالحه ، وإن من حقك أن تستفيد من التناقضات الإقليمية لخدمة مشروعك ، لا أن تسلم مشروعك كورقة مضاربة بيد صراعات الإقليم ومقايضاته،وبما يطيح بقوتك يضعف حضورك ينسف إستقلالية إرادتك ، ويجعلك على هامش التوافقات والتسويات.

✍ خالد سلمان