ٱراء واتجاهات


ماتعرف قديري إلا لما تجرب غيري.

الأحد - 23 يوليه 2023 - الساعة 09:05 م

الكاتب: د/ أنور الرشيد - ارشيف الكاتب








‏مهما كانت تبريراتهم فأن النتيجة واحدة.

‏يوم أمس دار نقاش في وسائط التواصل الاجتماعي بشأن ما طرحه بعض نواب مجلس الأمة قانون يحضر إجراء الوشم وعمليات التجميل، فهناك من أيد وهناك من عارض، والجميل في المجتمع الكويتي أنه يبدي رأيه في مايُطرح من قوانين وهذا أمر جيد ورائع بغض النظر عن فحوى القانون نتفق معه أم نختلف المهم ضروري يكون في حوار مجتمعي عندما تطرح قوانين ستُطبق في المجتمع.

‏التيار الديني السياسي القندهاري وأنا هنا اتكلم عن تيار وليس عن أشخاص فجميعهم لهم كل التقدير والاحترام نختلف سياسياً نعم ولكن الهدف بالنهاية هو الكويت وكل منا يجتهد وفق خارطة عقليته ويرى بأن هذا أصلح من ذاك.

‏ما يهمني للأمانة هو أن أُبين خطورة ما يسعى له التيار الديني السياسي فأول مايمكن رصده هو أن هذا التيار يسعى وفق الآليات الديمقراطية لتخريب الديمقراطية بحد ذاتها وهذا الأمر واضح بالنسبة لي وأرث ذلك التيار هو الفكر الاستبدادي الذي يُرِيد تطبيق رأيه ورؤيته علينا باستخدام الآليات الديمقراطية لكي تحد من حُريتنا، ومهما كانت تبريراتهم بشأن ذلك القانون فهي تبريرات واهيه، لذلك طرحت سؤال وقلت هل هناك احصائيات تدل على أن تغيير الشكل أصبح ظاهرة ولابد من وضع قانون ينظم عملها؟ طبعاً ليس هناك إحصائيات وأن كان هناك بعض الحالات وهي موجودة لا استبعد ذلك هل تستحق أن نضع لها قانون؟ ومن ثم هل ذلك القانون من أولويات المجتمع اليوم؟
‏اليس من الاجدى وضع قانون ليحل أزمة شريحة واسعة من المجتمع مثل أزمة السكن أو أزمة اللاجئين الكويتيين أو أزمة التركيبة الاسكانية التي تهدد أمن وأستقرار المجتمع أو أزمة الحُريات وغيرها من أزمات لم تعد أزمات خافية حتى على طفل في ال KG

‏عندما وصفت مجلسنا الحالي بأنه مجلس قندهاري كثيرين احتجوا علي وطالبوني بأحترم خيار الأمة وهناك من قال هكذا أنتم الليبرالين عندما تكون النتيجة ليس بصالحكم ترفضونها، لا والله يا أخوان أولاً وصف المجلس بالمجلس القندهاري ليس جريمة ولا مسبه وإنما صفة وهو بالفعل مجلس قندهاري يميني متشدد لماذا نخفي رؤوسنا كالنعام، واعلنت احترام خيار الأمة واليوم لنقارن ما يقدمه الفكر القندهاري وما قدمه الفكر المدني أبان ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، قبل دخول الفكر القندهاري للبرلمان كانت الكويت في المقدمة بكل شيئ تعليم صحة ثقافة أدب رياضة، وبدأت الكويت بالتراجع بكل المجالات من دخل ذلك التيار المعترك السياسي وهذا هو واقعنا اليوم، لذلك عندما اعترض على سياساتهم فأنا اعترض على دورهم من تدمير ديمقراطيتي وتراجع مجتمع في ظل سيطرتهم فمقارنة بسيطة بما قدمه الفكر القندهاري ومتقدمه الفكر الليبرالي ستجدوا بون شاسع مابين الفكرين فكر يتطلع للولوج للمستقبل وفكر يُرِيد تدمير كل ما هو قائم ليُعيدنا لزمن ويحك ياعكرمة.

‏المراد انتبهوا فالموضوع ليس تجميل وأنما تخريب ديمقراطيتكم ومثل ما يقول أهل الكويت ماتعرف قديري إلا لما تجرب غيري والخيار لكم.