الجمعة-27 ديسمبر - 02:38 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


" لا معنى !! " لمشروع أمنه ليس في يد المملكة

الإثنين - 31 يوليه 2023 - الساعة 11:41 م

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب






س : من يضمن أمن السعودية ؟؟؟؟

‏على إمتداد ٤٩٠ كيلومتر وبكلفة ٥٠٠ مليار دولار تنفذ السعودية مشروع نيوم ،وهو أكبر مشروع ربما على مستوى دولي.
قبل البنية التحتية والإنشاء الهندسي وضمان أعلى مستويات الجودة في الخدمات ، هناك الشيء الأهم: توفير بنية أمنية مستقرة ، ومن دون ذلك لا معنى لأي مشروع أمنه ليس في يد المملكة، ولا معنى لإنجازٍ وهناك من يجعل مدينة نيوم العملاقة رهن نيرانه، وبيئة طاردة تقع تحت رحمة الصواريخ العابرة لحدود الجوار.
نيوم دخلت على خط السياسة ، غيرت مواقف السعودية ورؤيتها لحل المسألة اليمنية ، وطرحت السؤال المفصلي ومفتاح الإجابة على التداخلات والصراعات المحلية في اليمن ، سؤال من يضمن أمن السعودية، ومن يمكن أن يهدد مشروع مدينة نيوم ؟
المملكة بصدد رسم سيناريو جديد للتسوية ، يعتمد من جهة على خطب ود الحوثي بأي ثمن، لتحييد داخلها الأمني الإقتصادي ، ومن جهة ثانية تفكيك وحدة الجنوب لتسليمه لقوى ومسميات مفرطة بالولاء للسعودية، بلا أدنى لاءات وبلا ممانعة.
هكذا تصيغ المملكة جديد سياستها من وحي حاجاتها الأمنية الملحة، وتقدم مشروع تسوية خالٍ من ذكر القضية الجنوبية، وتحاول عبر هياكل تصنعها تمرير حلاً يمثل مصدات أمنية، وتقوم هذه المخلفات القبلية بدور شرطي الحدود والجيش الحافي، الذي لايملك ترسانة سلاح ربما يتحول في نقطة ما إلى تهديد أمني.
إدارة السياسة ومصالح الدول تختلف عن المنازعات بين الأفراد، حيث لاينفع مع الدولة المراجعات ورفع الإلتماسات وإستعطاف تغيير توجهاتها ، كما هو حال السعودية مع الجنوب، بل على المستوى السياسي للإنتقالي البحث عن لغة أُخرى ، والإستعداد لما بعد محاولات تمرير التسوية المتعسفة والالغائية ، حيث السعودية ترفض مناصفة الإنتقالي للوفد المشترك، وتتنصل عن التوافق على تشكيل إطار خاص للقضية الجنوبية ، الأمر الذي يعني أن السعودية قد غيرت رهاناتها كلياً، بالإبتعاد عن أهم حلفائها واقواهم عسكرياً وشعبياً -الإنتقالي- ، وذهبت نحو تكسير مفاصل هذه القوة ،والبحث عن أفواه بديلة تتحدث بلسان حال مصالح المملكة، بلا مواربة أو نصف خجل.
في ظل كل هذه الآفاق المسدودة والخيارات المضللة، يبقى سؤال فك الحصار على الإنتقالي ، هو إلى اين عليه أن يذهب لإضفاء القوة على مشروعة، ويعيد اليه هامش المناورة ، بحثاً عن قوة الحق لا قوة السلاح وحده؟
في تقديرنا أن تغيير آليات التعبير عن حضور مشروع الإنتقالي ، بحاجة إلى رديف شعبي يتحرك بحيوية على الأرض،ويوجه رسائله للسعودية والجوار ، عبر إنتهاج سياسة إسقاط المناطق بفعل مدني السلاح آخر خياراته.
بهكذا يمكن أن تصل الإجابة عن سؤال من هو حامل القضية الجنوبية الحقيقي ، وماذا يعني المغامرة بحل ناقص منه الإنتقالي.