ٱراء واتجاهات


لامزيد من الوقت لإضاعته.

السبت - 06 يناير 2024 - الساعة 09:44 م

الكاتب: د/ أنور الرشيد - ارشيف الكاتب






‏المتابع الجيد للوضع العام في الكويت يكتشف بسهوله بأن ليس لدينا وقت لإضاعته في مسائل عندما تم ترديدها وتبنيها والعمل بموجبها نعيش اليوم بنتائجها الكارثية على جميع المستويات.

‏الكويت اليوم بحاجة ماسة وضرورية لدراسة ماحدث خلال المعقود الأربعة الماضية على جميع المستويات وماذا أدت له؟ بالذات نتائج تحالف السلطة والتجار والتيارات السياسية الدينية سنية وشيعية، للأمانة لاينكر أحد بأن كان ولازال هناك تحالف غير معلن بين هذه الأطراف الثلاثة الذين يشتركون بسمة واحدة وهي بغضهم وكرههم للديمقراطية وبالذات دستور الكويت حتى أن التيارات الدينية السياسية رفعت شعار يناهض أسس وقيم ومبادئ دستور الدولة لابل طالبت بنسفه وتغييره والتجار مع الأسف لاينظرون إلا كيف يستفيدون مالياً من السلطة عبر مناقصات بغض النظر عن أي شيئ أخر حتى ولو كان ذلك على حساب وطنهم وأمنه وأستقراره ، أما السلطة لم يكن يعنيها أي أمر غير أنها تستمر بالسلطة بأي شكل من الأشكال حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن وأمنه وأستقراره وهذا ماجنيناه في عام 1990 ذلك العام المشؤوم.

‏لا اقول ذلك من باب كوني غير تابع لأي جهة من الجهات الثلاث التي ذكرتها وإنما من باب التذكير بأن حان الوقت لفك تحالف السلطة والمال والدين هذا التحالف الذي نعيش بنتائجه الكارثية اليوم والذي تعاني منه الدولة والمجتمع على كل المستويات والكل يشكي من نتائج ذلك التحالف، وطبعاً على قاعدة لايخدم بخيل السلطة وزعت مناقصات على التجار ووزعت المناصب على تجار الدين لتضمن سكوتهم وفي ذات الوقت أضعفت التيار المدني الذي لامصلحة له غير أن يحافظ على الحد الادنى من مكتسبات الوطن في الحرية والديمقراطية، ووضع ذلك التحالف كافة أنواع العراقيل لكي لايتمكن التيار المدني من تجميع قواه التي بعثروها في الساحة وزرعو بينها ما لم يصنعه الحداد وتجربتي الشخصية مع المنبر الديمقراطي وبعدها تأسيسي للحركة الليبرالية الكويتية ومع معالي الوزيرة هند الصبيح وزيرة الشؤون التي رفضت منحي جمعية نفع عام باسم جمعية الليبرالين الكويتية( لاحقاً سحبوها مني بطريقة ديمقراطية ورسمياً وقضىو عليها) خير دليل لي على الاقل كصاحب تجربة عملية بحجة أن هذا اسم سياسي بينما تمنح التيارات الإسلامية السياسية أكثر من 170 جمعية ومبرة خيرية (بذمتكم في دولة في العالم تمنح تراخيص طائفية!!!؟) ناهيكم عن زرع الكراهية والبغضاء والقيل والقال لتفتيت أي محاولة تجميع ذلك التيار المدني العريض المحارب ليس من جهة واحدة فقط وإنما من الجهات الثلاث السلطة والتجار والتيارات السياسية الدينية سنية وشيعية كل واحد لهم له دور بتدمير ذلك التيار المدني، السلطة تضيق عليهم وترهبهم وتُحاربهم والتيارات الدينية السياسية يكفرونهم والتجار يحاربونهم عبر إعلامهم، ومن ثم يطلع لي مفهي فطحل يقول لي مالكم مكان في الساحة، ولا اعرف كيف يكون لنا مكان كليبرالين ونحن بحصار قاطعين عنا الماء والكهرباء!!!؟

‏المراد نحن الآن في مرحلة تاريخية جديدة وما كان يحصل بها من سياسات سابقة نعيش بنتائجها الكارثية اليوم على كل المستويات ولايمكن أن تستمر إلى ما لانهاية ولابد من أن تقف السلطة على مسافة واحده من الجميع ولابد من تنظيم العمل السياسي عبر إقرار قوانين عصرية تنقلنا من عالم التخلف الذي نعيش به لعالم العلم والثقافة والادب والمسرح والرياضة ومحاسبة المقصرين الذي اضرو في البلد وسرقو خيراتها وتلاعبوا بتركيبتها السكانية وفككوها طائفيا وعزلوها قبليا ولن يتحقق ذلك إلا بتغيير منهجية أدارة الدولة، وهذا ما آمله لسبب بسيط جداً لان ليس هناك مزيد من الوقت لإضاعته.
@anwar_alrasheed