ٱراء واتجاهات


نسمع عن قبيضة ولانسمع عن من يُقبِضهم!!!

الثلاثاء - 09 يناير 2024 - الساعة 12:17 ص

الكاتب: د/ أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




الحديث دائماً عن المُرتشي وليس الراشي.

يوم أمس تواصل معي زميل يسألني عن رأيي فيما طرحه العضو السابق الدكتور ناصر الصانع في لقاء مُتلفز ذكر به بأن هناك من عرض عليه مبلغ 20 مليون دولار مقابل تمرير قانون، وكان جوابي عليه أي نعم سمعت عن ذلك وهذا ما كُنت دائماً أقوله، فما حصل مع الدكتور ناصر هو جزء من أمراض التطور الديمقراطي وكلما تأخرنا في المرور في هذه المرحلة كلما تأخرنا في الوصول للديمقراطية الصحيحة، وذكرت له بأن بالضبط هذا ماكان يحصل في بريطانيا مع بدايات ديمقراطيتها قبل ثلاث وأربع قرون حيث كان النبلاء أي الهوامير الإنجليز يقدمو رشاوى للنواب لكي يقدمو لهم قوانين تكون لصالحهم في النهاية، ناهيكم عن بقية الأمراض الديمقراطية كشراء الأصوات وعدم العدالة في توزيع الدوائر والطائفية والمذهبية وعيال بطنها واللفو والمُجنسين وغير مجنسين نفس الأمراض التي نعاني منها اليوم نحنُ بالضبط هي نفسها فلماذا الاستغراب من ماقاله النائب السابق ناصر الصانع!!!؟

المسألة ليس فيما قاله الدكتور ناصر المسألة في السكوت عن الراشي، سبق وأن ظهرت فضيحة النواب القبيضة وأُحيلو للنيابة والتحقيقات وقالو أي نعم فلان أعطانا من حُر ماله لمساعدة المواطنين ما الجريمة بذلك؟ وطلعو جميعهم براءة من تلك الجريمة، الم يقل احدهم عندما سألوه عن تضخم رصيده قال وجدتهم بكبت أمي!!! حتى أن المجتمع عموماً أصبح يتقبل مثل تلك الاخبار دون ردود فعل أي أن الرشوة أصبحت فعل عادي وابتكر المجتمع مقوله من صادها عشا عياله أنتم متخيلين الوضع الكارثي الذي تعيشون به!!!؟ الم يظهر نائب على بوديوم المجلس وبكل صراحة ووضوح ويقول أي نعم استلمت سبعة مليون!!!، وهنا للامانة انهزمت النزاهة بأحلى صورها، بمعنى أن ليس هناك جدية لا من قبل المجلس الأمة ولا الحكومة بوضع حد لمثل تلك الاحداث عبر تقديم قانون يُجرم تقديم واستلام أي مبالغ مالية قبل وأثناء وبعد تبوء كرسي عضوية مجلس الامة، صحيح هناك قانون كشف الذمة المالية ولكن تطبيقه في دولة أن حبتك عيني ما ضامك الدهر مايرهم ذلك الكشف.

الأمراض الديمقراطية التي نمر بها رائع أن نمر بها الان رغم تأخرنا عن الوصول لهذه المرحلة ثلاث أو اربع قرون لما وصلت له الديمقراطية الغربية عموماً ولكني أتوقع مع هذا التطور التكنلوجي الذي كسر احتكار المعلومة نستطيع حرق مراحل متعدد في هذا المجال وهي فرصة تاريخية يجب علينا استثمارها بشكل جيد واحترافي وكون الدكتور ناصر اليوم كشف لنا حقيقة وواقع ومتوقع بالنسبة لي علينا أن نشكره على كشف تلك الحقيقة ونحمل نزاهة مسؤولية كشف الراشي وتقديمه للمحاكمة وستكون خطوة للامانة جبارة نحو الحد من الأمراض الديمقراطية.

لذلك اطالب كل النواب السابقين والحالين بأن يكشفوا لنا ما كشفه الدكتور ناصر ودعونا ننظف ديمقراطيتنا من أمراضها وعلى نزاهة مسؤولية تاريخية بأن تسعى لتقديم توصية بإقرار قانون يقضي على كل الأمراض الديمقراطية للسلطة التشريعية والتنفيذية ومنها رشوة النواب وقوانين أخرى تُعزز نزاهة العمل العام، لايوجد شيئ في القانون اسمه اقدم رشوة لموظف عام وادعي بأنه من جيبي الخاص ومن حر مالي محد له شغل فيني!!! وكما قيل سابقاً نسمع ونرى قبيضه ولا نسمع ونرى من يُقبِضهم!!!
فهل تتنظف ديمقراطيتنا من أمراضها؟
هذا ما آمله
@anwar_alrasheed