ٱراء واتجاهات


علاقتكم التاريخية ليست زواجاً كاثوليكياً.

السبت - 27 يناير 2024 - الساعة 02:38 م

الكاتب: د/ أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




يوم أمس وأنا أتصفح واقعنا الذي دائماً وأبداً أبدأ به يومي، لفت نظري مؤشرين يُنبآن عن تطور ما هنا أوهناك في الساحة، الأول لقاءين لشخصيتين يمثلون القطب تجاريي والثاني ظهور أحد ممثلي التيار الديني السياسي، يهاجم الليبرالية وهذين العنصرين متحالفة معهم السلطة تحالف تاريخي أي منذ أكثر من قرن ولكي أكثر دقة منذ ظهور النفط، من ظهر النفط والحكومة تغدق على تجار المال مناقصات وعلى تجار الدين المناصب ودهان السير فوق وتحت الطاولة، ذلك التحالف كنت ولا زلت أطالب بفكه وذلك للضرر الذي أحدثوه لكل أهل الكويت، والكويت بحد ذاتها تضررت منه وهم من كانوا ولا زال يضعون العصي بدواليب تنميتنا، فهل هي مصادفة لحظية قطبي التحالف يظهرون فجأة هكذا ودون سابق إنذار أحدهم يتحدث عن العلاقة التاريخية التي ربطتهم مع بيت الحكم والآخر يصف الليبرالية بالإفلاس.

أنا شخصياً آخر نهار يوم أمس وأنا أربط الأحداث انتابني شعور بأن سكين الإصلاح وصلت لعظم قطبي الفساد المتحالفة معهم السلطة ولا أعرف لماذا بهذا التوقيت بالتحديد ظهروا علينا هكذا دون مقدمات أحدهم سنوات لم يظهر على السطح السياسي وآخر ظهور له حسب ما شاهدته أيام نبيها خمس وبعدها اختفى من المشهد تماماً ولكن فجأة ظهر لنا بلقاء يتحدث عن علاقة جده مع بيت الحكم تاريخياً والآخر نفس الشيء هكذا فجأة يظهر يتحدث عن العلاقة التاريخية بين أُسرته وبين الحكم، هنا لا بد من أن يفهم هؤلاء بأن علاقاتكم التاريخية مع بيت الحكم ليس زواجاً كاثوليكياً لإطلاق به ولا تعطيكم تلك العلاقة امتيازات عن بقية الأمة يكفي ما نالكم من مناقصات بالمليارات ومناصب ولكم في كل وزارة ومؤسسة مقاعد ونتيجة تلك العلاقة ما تعانيه الكويت اليوم من أزمات خلقتموها لكي تلتهي الأمة بمشاكلها وأزماتها.

أن صح توقعي وملاحظتي فأننا بالفعل سننتقل لتاريخ جديد وهذا التاريخ واضح بأنه لن يكون بصالح ذلك التحالف الكارثي تحالف السلطات الثلاث السياسة والمالية والدينية، وعلى أهل الكويت أن يستعدو تماماً للمعركة التاريخية التي نرى بوادرها تظهر لنا عبر وسائط التواصل الاجتماعي وأنا شخصياً سأقف وبكل قوة مع السلطة السياسية أن عزمت بالفعل بأن تفك تحالفها مع تجار المال والدين وتتعامل مع الأمة كأمة واحدة كمواطنين لاتفظل تاجر دين ولاتاجر مال على بقية الأمة.

أدرك بأن الأمنيات شيئ والواقع شيئ آخر ولكن علينا مسؤولية نحن الأمة مصدر السلطات بأن ندعم السلطة السياسية في حال ما إذ قررت فك ذلك الزواج الكاثوليكي واعتقد بأن في المرحلة المقبلة سيشنون حملة ظالمة عبر إعلامهم الفاسد وسيفتعلون معارك ولا أستبعد اثارة الطائفية والقبلية، لذلك على الأمة مصدر السلطات بأن تكون واعية وتُعلم إعلامهم الفاسد درساً بمستوى ما يحدث من احداث تاريخية وتقول لهم بأنكم تستطيعون خداع الأمة بعض الوقت ولكن مستحيل تخدعونها كل الوقت وزواجكم الكاثوليكي سيفكه الزواج المدني الليبرالي العلماني.

والذي لايعجبه ذلك ليُغادرنا بملياراته غير مأسوف عليه ويتركنا نُرمم جراح الكويت ومصابها الجلل من ذلك التحالف.
X:@anwar_alrasheed