حروب الجيل الخامس أم "هوس الترند"؟.. سر بث "فيديوهات الزنا وحمل السفاح" بمصر

الخميس - 14 نوفمبر 2024 - الساعة 09:30 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات




تكررت واقعتين لتشويه أخلاق المصريين خلال أيام قليلة، فبعد واقعة طبيبة كفر الدوار وسام شعيب التي فضحت وكشفت أسرار المرضى، كانت واقعة طبيبة التحاليل. هذا التكرار دفع المصريين للتساؤل حول ما إذا كانت هناك حملة ممنهجة لضرب وتشويه أخلاق المصريين، أم أن الأمر صدفه، ولماذا الآن؟
حروب الجيل الخامس
في هذا الصدد يقول المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخلية العرب، اللواء مروان مصطفى في تصريحات، إن أحد أهم الأسلحة في حروب الجيل الخامس هي هدم وتفتيت المجتمعات من الداخل، من خلال إثارة الشائعات وترويج الأكاذيب والضلالات والنعرات، وإثارة الشكوك التي تفسد التركيبة الإجتماعية والنفسية والأخلاقية داخل المجتمعات، وزعزعة الثقة في عقائدها الدينية وثوابتها وأنظمتها السياسية والمجتمعية.

توقيتات مدروسة
وأضاف الخبير المصري، أن هناك أجهزة وخبرات كبيرة ومتخصصة تلعب مع دول المنطقة هذا الدور الهام وخصوصاً مع دولنا في توقيتات مدروسة، عن طريق إستغلال هشاشة بعض النفوس المريضة، والجماعات الكارهة والحاقدة وإستغلال الإنتشار الواسع المنفلت لوسائل التواصل الإجتماعي، وضعف الرقابة الرسمية والحكومية، وغياب الرقابة العائلية والمجتمعية، والرغبة الجارفة لضعاف النفوس في الشهرة، وأطماعهم في تحقيق مكاسب مادية.
وتابع الخبير: "هذا ما نراه جميعا حالياً في النشر الممنهج، والخطط المدروسة لتوسيع ظواهر الإفساد والإنحلال والدعوات المنظمة للمثلية والإلحاد والتشكيك في الثوابت الدينية والقيم المجتمعية، ومشاهد جرائم القتل والتعذيب علي الهواء في الإنترنت".

فشلت رغم توقيتها المؤثر
أما بالنسبة للقضية التي أثيرت مؤخراً ، فيقول اللواء مروان مصطفى إنه يراها مسرحية هزلية فاشلة، تم إعدادها في توقيت مؤثر لكنها فشلت، وأرجع فشلها في "فشل القائمين عليها في اختيار الممثلين وإعداد السيناريو المطلوب لهم وهو ما أثبتته التحقيقات"، وأردف: "ما علاقة خريجة كلية الزراعة بالوعظ الديني وعلوم الـDNA؟، وما اتضح من كذب الطبيبة وإدعاءاتها وهي لم تتخصص بعد كطبيبة معتمدة للنساء والتوليد ولكنها مجرد ممارس عام لا يجوز له ممارسة عمليات التوليد والإجهاض، ولكنها الرغبة في الشهرة وإثارة الشكوك والفتن بداخل كل منزل وكل أسرة".
وأضاف الخبير الأمني: "علينا أن نتأكد ونتوقع أنها لن تكون المحاولة الأخيرة للتشكيك في هدم إستقرار مجتمعاتنا الداخلية، والأمر يستوجب ويتطلب المزيد من الجهود الحكومية والخطط العلمية للأساتذة والمتخصصين لزيادة الوعي الشعبي لمواجهة تلك المخططات التي ستزداد حتماً في الفترة القادمة، في إطار ما نراه حالياً من مستجدات دولية وأطماع مستقبلية تستهدف أوطاننا ومجتمعاتنا العربية".

بحث عن الشهرة والترند
من جانبها، تقول أستاذ علم الإجتماع بـ"جامعة عين شمس" الدكتورة هالة منصور، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، إن واقعتي طبيبة التحاليل وطبيبة كفر الدوار، جاءتا بالصدفة، وليس بشكل منظم يستهدف ضرب وتشويه أخلاق المجتمع المصري، فالأمر لا يتعدى كونه بحثاً عن الترند وتحقيق نسب مشاهدة كبيرة ويندرج تحت "هوس الشهرة" بهدف جني أموال طائلة، ولم تدركا أن أنهما سيتعرضان للمساءلة القانونية.
وتابعت: "الموضوع ليس ظاهرة وليس منظم ولا يشين المجتمع، لكنه ناجم عن عدم وعي، فعندما إتهمت طبيبة كفر الدوار المجتمع بأكمله وطلبت إجراء تحليل الحمض النووي، لم تكن تعلم أن هذا الأمر يعاقب عليه القانون، فهي ليست جهة تحقيق أو مسؤولة عن المجتمع لتنصب لنفسها هذا الدور الذي خلق حالة غضب من المصريين ضدها، فهي ليست لديها طبيعة فهم للرسائل التي يمكن نشرها على السوشيال ميديا، ولا تدرك مسؤوليتها المجتمعية".

الطبيبة لعبت دورا ليس دورها
وأشارت أستاذ علم الإجتماع إلى أن هذه الوقائع والجرائم موجودة في مختلف المجتمعات بنسب متفاوتة، وحدوث واقعتين متتاليتين لا يعني بالضرورة وجود ظاهرة، كما أن أي مجتمع إنساني بلا جريمة هو مجتمع مريض، لأنه ليس به تفاعل إجتماعي، وهذا التفاعل هو الذي يخلق هذه الأمور، لكن الرعب والحديث عن وجود ظاهرة يكون في حالة ظهور أنواع جديدة أو زيادة الأعداد بشكل كبير.
ولفتت أستاذة علم الإجتماع إلى أن الطبيبة لعبت دورا ليس دورها، ودورها حال وجود شكوك لديها الإتصال بالجهات المعنية ومنها المجلس القومي للأمومة والطفولة ليقوم بدوره بالإتصال بالجهات المعنية من الشرطة وخلافه، لاتخاذ الإجراءات القانونية.

متعلقات