الإثنين-23 ديسمبر - 12:59 م-مدينة عدن

السودان :معاناة النازحين : الحياة في العراء .. قصص من قلب المعاناة

الإثنين - 23 ديسمبر 2024 - الساعة 08:20 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات




يعيش النازحون من منطقة أبو زريقة إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظروف إنسانية صعبة للغاية، حيث يضطرون للعيش في العراء وسط نقص حاد في المواد الغذائية ووسائل الإيواء. هذه الأوضاع المأساوية تأتي في ظل تصاعد العنف والاشتباكات التي تشهدها المنطقة، مما يزيد من معاناة الأسر التي فقدت منازلها وأمنها.

وأفاد ناشطون في تصريحاتهم لـ “دارفور24” يوم الأحد، أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها المليشيات المتحالفة مع قوات الدعم السريع على منطقة أبو زريقة والقرى المحيطة بها، أدت إلى نزوح العديد من الأسر. هؤلاء النازحون يجدون أنفسهم مضطرين للعيش في المزارع بالريف الجنوبي الشرقي للفاشر، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.

وأوضح إسماعيل خاطر، الناشط المدني في مخيم زمزم، أن الجزء الجنوبي الشرقي من المخيم شهد تدفق المئات من الفارين من الأحداث في أبو زريقة والقرى المجاورة. هؤلاء النازحون يواجهون ظروفًا إنسانية مأساوية، حيث يفتقرون إلى الغذاء وخيام الإيواء، في حين أن القصف المدفعي لقوات الدعم السريع على المخيم قد حال دون وصولهم إلى بر الأمان، مما أجبرهم على البحث عن مأوى تحت الأشجار في الريف الجنوبي الشرقي للفاشر.


حذر الشيخ هارون آدم، أحد القيادات في الأهلي، من تدهور الأوضاع الإنسانية بين النازحين الذين فروا من أحداث أبو زريقة والقرى المحيطة بها، وذلك بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي نتجت عن القصف الذي نفذته قوات الدعم السريع على المخيم في الفترة الأخيرة. وأكد أن الوضع يتطلب اهتمامًا عاجلاً، حيث أن العديد من الأسر تعاني من نقص حاد في المساعدات الأساسية.

وأشار آدم إلى أن معظم المنظمات الإنسانية التي كانت تعمل في المخيم قد اضطرت إلى تعليق أنشطتها بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة. من بين هذه المنظمات، منظمة “ريليف إنترناشيونال” ومنظمة “قول” ومنظمة “مكافحة الجوع الألمانية”، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الوطنية التي كانت تقدم الدعم للنازحين. وقد أدى هذا التعليق إلى تفاقم معاناة الفارين، حيث لم تتمكن هذه المنظمات من تلبية احتياجاتهم الأساسية.


في سياق متصل، أعلنت كل من منظمة الإغاثة الدولية ومنظمة “مكافحة الجوع الألمانية” عن تعليق أنشطتهما بشكل مؤقت في مخيم زمزم، وذلك بسبب القصف المدفعي الذي تعرض له المخيم من قبل قوات الدعم السريع. وناشد الشيخ هارون آدم المنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لتقديم المساعدة للنازحين من زمزم والفارين من الأحداث في أبو زريقة والقرى المجاورة، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود لتلبية احتياجات هؤلاء المتضررين.

في بداية ديسمبر الجاري، تعرضت منطقة “وادي مرة” لاعتداء مسلح من قبل مجموعة من العناصر المسلحة التي تُعرف باسم “التكوشات”، والتي تنتمي إلى المقاومة الشعبية. حيث قام هؤلاء المسلحون بنهب ماشية تعود للرحل، مما أسفر عن مقتل أحد الرعاة في الحادث. هذا الاعتداء أثار غضب الرحل، الذين قرروا تنظيم فزع أهلي للبحث عن الماشية المسروقة واستعادة حقوقهم.


في أعقاب هذا الحادث، شهدت قرية تمدحيش القريبة من وادي مرة مواجهات مسلحة بين السكان المحليين والعناصر المسلحة. تصاعدت التوترات في المنطقة، حيث حاول السكان الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة. كما امتدت هذه المواجهات إلى القرى المجاورة المؤدية إلى أبو زريقة، مما زاد من حدة الأوضاع الأمنية في المنطقة.

ومع تصاعد الاشتباكات، تدخلت قوة مشتركة من الحركات المسلحة لتعزيز الأمن في المنطقة. وقد أسفرت هذه التعزيزات عن انسحاب العناصر المسلحة، مما أعاد بعض الهدوء إلى المنطقة. إلا أن الوضع لا يزال متوتراً، حيث يبقى السكان في حالة تأهب لمواجهة أي اعتداءات مستقبلية، في ظل غياب الأمن والاستقرار في المنطقة.

متعلقات