الجمعة-10 يناير - 06:01 ص-مدينة عدن

شاطئ الاحزان مكلوم..طيور النورس دامعة..

الخميس - 09 يناير 2025 - الساعة 09:27 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي



الأماكن على الجراح هائمة..القصة دامية تستوطن المآقي والعيون منذ 32 عاما..الحداد صدى تحمله موجات بحر صيرة إلى كل بيت مبللا بعويل يرسو على مرفأ الحناجر التلالية..

8 يناير 1993.. يوم رهيب..نهار كئيب.. بدأ بصداع غريب..ثم بكوب حليب..غيبوبة موت ونحيب..فجنازة وتشييع مهيب..
فارق الكابتن عبد الناصر نديم..خطفه الموت في ريعان الشباب..ولله ما أعطى وله ما أخذ..

الكابتن عبد الناصر نديم..يسرى تلالية ساحرة.. ماكينة وسط الملعب..رجل الربط في العمق..فوران الحماس..نقطة ارتكاز تلالية تعطي التلال انضباطا في كل شيء..

رحل عبد الناصر دون وداع..لم يمهله القدر لكتابة وصية على جبين ناديه..مثل نسمة هواء باردة في عز الصيف..حملها الأثير الشتوي إلى جهة مغايرة تماما..

كان الخبر فاجعة بحق.. انطفأت أنوار عدن مغربية ذلك اليوم..خيمت ظلال الصدمة على كل شيء..لا أحد يصدق..هل مات عبد الناصر حقا..؟

الشاب الذي يملأ الملعب حركة وديناميكية لم يكن يعاني من شيء..فجأة صداع خفيف..كوب حليب من يدي ست الحبايب..ثم غيبوبة قصيرة..فرحيل أسرع..

تماما مثلما جاء عبد الناصر إلى هذه الدنيا الفانية سريعا دون مشاكل في المخاض..رحل بذات السرعة دون أن يرهق أحدا..

عبد الناصر نديم كان مشروع لاعب وسط متميزا..شخصية منضبطة محبوبة..عطاء غزير..رجل القرار..يلف كراته اليسارية وكأنه يوزع عطاياه في قالب من حلوى عدنية فاخرة..
رحم الله الكابتن عبد الناصر نديم..الفاتحة على روحه الطاهرة..

محمد العولقي

متعلقات