الإثنين-13 يناير - 11:20 م-مدينة عدن

بهذه الدولة.. اندلع ثاني أعنف حريق غابات بالتاريخ

الإثنين - 13 يناير 2025 - الساعة 05:15 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات




خلال ثلاثينيات القرن الماضي، مر الاتحاد السوفيتي بالعديد من الكوارث التي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وبينما حصلت بعض هذه الكوارث بسبب ستالين الذي كان في وقت سابق قد تسبب في مجاعة أوكرانيا التي أودت بحياة نحو 5 ملايين شخص، جد عدد من الكوارث الأخرى لأسباب طبيعية.

ومن ضمن هذه الكوارث، يذكر التاريخ حريق كورشا 2 (Kursha-2) الذي وصف بثاني أعنف حريق غابات بالتاريخ بعد حريق بيشتيغو (Peshtigo) بالولايات المتحدة الأميركية الذي تسبب في مقتل ما بين 1500 و2500 شخص عام 1871.


اندلاع حريق كورشا 2
مع بداية شهر آب/أغسطس 1936، اندلعت النيران بالقرب من منطقة تشاروس (Charus). وحسب توقعات بعض الخبراء السوفيت، اندلع هذا الحريق بسبب شرارة تسبب بها القطار الذي مر على خط تشاروس كورشا 2 التي مثلت حينها مستوطنة صناعية صغيرة بأراضي ميشيرا (Meshchera) بأوبلاست ريازان (Ryazan). من ناحية أخرى، شكك المسؤولون السوفيت بالكرملين بهذه الرواية وتحدثوا في المقابل عن اندلاع النيران بسبب عاصفة رعدية ضربت المنطقة يوم 2 آب/أغسطس 1936.


إلى ذلك، امتدت ألسنة النيران نحو الشمال. وبطريقها، التهمت النيران عددا كبيرا من الأشجار التي غطت هذه المنطقة الغابية.

بحلول ليل 2 آب/أغسطس 1936، وصل أحد القطارات نحو كورشا 2. وحسب ما نقله العاملون بالقطار، كانت النيران قد أتت على ما يزيد عن ألف هكتار من أشجار الصنوبر. فضلا عن ذلك، أكد الشهود على تحول الحريق لعاصفة نارية تزامنا مع هبوب رياح شديدة بالمنطقة.

من جهة ثانية، نجت قرية كولتوخي (Koltukhi) من هذه الكارثة حيث أنقذتها كيلومترات الأراضي القاحلة التي فضلت بينها وبين الغابات المحترقة. وفي الأثناء، واصلت النيران توسعها واقتربت من منطقة كورشا 2 الصناعية التي كانت محاطة بشكل كامل بأشجار الصنوبر.


أكثر من ألف قتيل
أثناء وقوع الكارثة، عرض العاملون بالقطار إجلاء النساء والأطفال من كورشا 2. وفي الأثناء، رفض المسؤولون الأمر وطالبوا العمال بمواصلة مهمتهم والإكتفاء بنقل شحنة الخشب. مع اقتراب ألسنة اللهب من كورشا 2، لجأ عدد كبير من الأهالي نحو محطة القطار. إلى ذلك، عمد كثيرون للتشبث بعربات القطار والعربة القاطرة البخارية أملا في الهرب من موقع الكارثة والنجاة بحياتهم.

لاحقا، انطلق القطار بشكل سريع. وشمال كورشا 2، اكتشف العاملون على متنه احتراق الجسر والسكة. وأثناء محاولتهم التراجع، حاصرت ألسنة اللهب القطار الذي احترق بشكل سريع رفقة كل من تواجدوا على متنه.
عقب إخماد الحريق، انتشرت بكورشا 2 والمناطق المجاورة لها آثار الخراب الذي خلفته هذه الكارثة. فضلا عن ذلك، أكد كثيرون على وجود أعداد كبيرة من الجثث المتفحمة بالمنطقة.

بسبب سياسة التعتيم الإعلامي، لم تحظَ هذه الكارثة بتغطية إعلامية كافية بالاتحاد السوفيتي حيث تم الحديث عنها بشكل مقتضب. وبتصريحاتهم، تحدث المسؤولون السوفيت عن سقوط عدد ضئيل من القتلى. وفي الأثناء، جاءت التقارير التي ظهرت لاحقا، عقب نهاية نظام ستالين، لتؤكد حفر أكثر من ألف قبر بمنطقة توما (Tuma) لدفن ضحايا كورشا 2.
وبسبب هذا العدد الكبير من الضحايا، صنف حريق كورشا 2 كثاني أعنف حريق غابات بالتاريخ من حيث عدد الوفيات.

متعلقات