الثلاثاء-14 يناير - 02:19 م-مدينة عدن

" سالي".. جحيم استغلال الأطفال بهذا البلد يدق ناقوس الخطر

الإثنين - 13 يناير 2025 - الساعة 08:30 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات




بدأت جمعيات المجتمع المدني في السنغال التعبئة ضد الاستغلال الجنسي للأطفال ببلدة سالي التي تعتبر وكرا للسياحة الجنسية في غرب إفريقيا وجحيما لأطفالها الذين يتعرضون لشتى أنواع الاستغلال الجنسي وبنسبة 38%، حسبما أكدت دراسة حديثة.


فبضغط من جمعيات حماية النساء والأطفال عبأت السلطات المحلية مصالحها ومؤسساتها استجابة لدعوات عديدة بضرورة تضافر الجهود بين السلطات المحلية والمنظمات المجتمعية والشباب من أجل توفير الحماية الفعالة للمراهقين والشباب في المناطق السياحية، وخاصة بسالي.

لاسيما أنه بحسب دراسة حديثة لظاهرة الاستغلال الجنسي وتأثيرها على الشباب والفتيات والفتيان، فإن هذه الآفة أثرت بشكل مباشر على أكثر من 34 ألف فتاة صغيرة تتراوح أعمارهن بين 7 و18 سنة، ضحايا أشكال مختلفة من الاستغلال تتراوح بين الدعارة والعنف الجنسي بما في ذلك الحمل المبكر غير المرغوب فيه.

كما كشفت الدراسة إحصائيات مثيرة للقلق حيث أكدت أن 38% من الشباب شهدوا مثل هذه الانتهاكات أو كانوا ضحايا لها، وأوضحت أنه في هذه المناطق التي ينتشر فيها العنف القائم على النوع الاجتماعي على نطاق واسع، يبقى توفير ميزانية مخصصة لرفع مستوى وعي المجتمع مهم للغاية، فضلا عن ضرورة توفير فرص العمل الكريم للحد من ظاهرة وقوع الفتيات الصغيرات ضحايا العنف والاستغلال الجنسي.

المكافحة تستلزم جهودا
ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة المتنامية، دعت الجمعيات إلى ضرورة الجمع بين الفتيات الصغيرات وقادة المجتمع المحلي والمسؤولين الصحيين في ورشات عمل واستماع، لكسب الرهان في هذه المعركة، كما نبهت لأهمية برامج الصحة الإنجابية للمراهقين والشباب في السنغال (سانساس) الذي ينفذه شركاء مختلفون، والذي يتدخل بشكل خاص في منطقتين مبور وسيديو.

ويهدف المشروع إلى تعزيز حماية الفتيات والفتيان أثناء الهجرة في غرب إفريقيا، وخاصة ضد مخاطر الاتجار والاستغلال الجنسي، حيث يتسبب التنقل والهجرة لا سيما للأطفال غير المصحوبين بذويهم، في الرفع من خطورة العوامل المتسببة في انتشار الاتجار بالبشر وخاصة لأغراض الاستغلال الجنسي، للفتيات والفتيان.

كما سيعمل المشروع، من ناحية، بشكل مباشر مع الأطفال المتأثرين بالتنقل وخاصة الفتيات لتمكينهم من حماية أنفسهم وأقرانهم بشكل أفضل، كما أنه سيعزز قدرات النظام البيئي لجعل طرق التنقل آمنة وتعزيز خدمات الرعاية للأطفال الضحايا على هذه المسارات غير المحمية.

شبكات لا تقهر
ويبعد منتجع سالي الساحلي، نحو 60 كيلومترا جنوب العاصمة داكار، ويلعب دورا مهما في نشاط شبكات الاتجار التي تغذي سوق الدعارة الأوروبية، وغالبًا ما تكون الفتيات المستغلات في سالي قاصرات، لكن جميعهن يعملن على زيادة أعمارهن، وفقًا لتعليمات المتاجرين الذين يجبرونهن على ممارسة الدعارة.

فيما تعمد شبكات الاتجار بالبشر على أشكال مختلفة لاستدراج ضحاياها من الفتيان والفتيان للعمل بالدعارة، بدءا من استغلال العوز وقلة الوعي وغياب الأسرة إلى توريطهم في قضايا وديون ليبقى الضحايا رهائن العبودية والاستغلال لدى شبكات الاتجار بالبشر.

ولا يقتصر الأمر على منطقة سالي فأغلب المناطق السياحية الموجودة في غرب إفريقيا خاصة بغامبيا وغينيا بيساو وبنين، تعتبر وكرا للاستغلال الجنسي للفتيان والفتيات.

هذا وتعتمد شبكات الاتجار على تنظيم هرمي للغاية، كل مجموعة من الفتيات يخضعن لمسير وهذا الأخير يخضع لمسير أكبر منه ولكل منهم أدوار متعددة في مراقبة الشوارع والحانات واستدراج الزبائن وحماية الضحايا وعدم السماح لهم بالفرار والخروج من دائرة الاستغلال.

متعلقات