بايدن أضعف إيران.. وطهران تخشى غموض ترامب
السبت - 18 يناير 2025 - الساعة 06:30 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن سيتي / متابعات
لا شك أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تتحدث بإيجابية عن سياسة جو بايدن تجاه إيران، وستحاول تقديم إنجازات حيث أخفقت الإدارة الحالية.
لكن السنوات الأربع الأخيرة شهدت تغييرات كبيرة في موقع إيران، بحيث يستطيع أعضاء إدارة بايدن أن يعتبروا أن الفضل في الوهن الذي أصاب طهران يعود إليهم.
دبلوماسية النووي
وأشار مسؤول أميركي عمل عن قرب مع إدارة بايدن في الشرق الأوسط وفي واشنطن، إلى أن سياسة الإدارة في العام 2021 كانت "توزيع أدوار" بين أجنحتها، فالدبلوماسية الأميركية اهتمت بإعادة طهران والولايات المتحدة إلى تطبيق الاتفاق النووي المعقود في العام 2015، فيما اهتمت القوات العسكرية بالعمل مع الشركاء والحلفاء في الشرق الأوسط لمنع إيران من تسليح أذرعها والتدخّل في شؤون الدول الجارة.
لكن إدارة بايدن فشلت فشلاً كبيراً في العمل الدبلوماسي، ولم تتمكن رغم المحاولات المتكررة من إعادة طهران إلى الاتفاق حتى إنها وصلت إلى قناعة في العام 2024 أن محاولة العودة إلى الاتفاق النووي باتت عديمة الجدوى.
وخلال الأشهر الماضية، رفض بايدن محاولات إيرانية للعودة إلى الحوار والتفاوض، وطلبت الإدارة الأميركية في الصيف الماضي من طهران أن تلبّي شروطها أولاً، بينما طلبت واشنطن من طهران التخلّي عن التخصيب وكميات اليورانيوم بنسبة مرتفعة، كما طلبت الامتناع عن التدخّل في شؤون الدول الجارة ووقف قمع الإيرانيين.
ولن يناقش أحد في واشنطن أو في العالم أن دبلوماسية بايدن ووزير خارجيته تجاه طهران فشلت فشلاً كاملاً.
أما السجل العسكري في مواجهة إيران فمختلف تماماً، فقد واجهت القوات البحرية الأميركية محاولات الإيرانيين لمهاجمة السفن في المياه الدولية، ونجحت مرات عديدة في ردع قوات الحرس الثوري الإيراني من السيطرة على سفن تنقل نفطاً.
كما أبحرت البوارج الحربية الأميركية عبر مضيق هرمز والخليج العربي من دون أن تجرؤ القوات الإيرانية على اعتراضها إلا من خلال استعراضات على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن عام 2024 حمل الكثير من المفاجآت العسكرية الأميركية لإيران، فالولايات المتحدة أرسلت إلى منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ سنوات، حاملتي طائرات وأسراباً من القوات الجوية المقاتلة وطائرات قصف استراتيجي، وأنجزت مهمّتين على أهمية عالية.
فالمهمة الأولى كانت الانخراط مباشرة في إحباط الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل. أما المهمة الثانية فإعطاء غطاء عسكري شبه كامل لتقصف إسرائيل الدفاعات الجوية ومواقع إنتاج صواريخ إيرانية.
إيران ضعيفة
وفي السياق، شدد مسؤول أميركي على "أن الوضع الآن يختلف تماماً عما كان عليه من قبل".
كما أشار إلى أن "إيران لطالما اعتمدت في تهديداتها على التورية والاختباء خلف الأذرع، وتهرّبت من المواجهة المباشرة لأنها غير قادرة على مواجهة مع الولايات المتحدة حيث الميزان العسكري لمصلحة أميركا بشكل فاضح".
كذلك أضاف المسؤول أن الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية تمكنت من ضبط ومنع تهديدات الميليشيات الشيعية في العراق. ولفت إلى أن "إيران خسرت أذرعها في سوريا، ومنيت بخسارة كبيرة مع ضرب حزب الله في لبنان".
في وضع صعب
وخلال تقييمه، قال المسؤول الأميركي "إن طهران أصبحت في وضع صعب، وباتت تعرف الآن أنها بدون حزب الله وسوريا وحماس لن تستطيع تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل بقصف صاروخي تشارك فيه التنظيمات المتحالفة معها، كما أنها أصبحت بدون دفاعات جوية".
يريد المسؤولون في إدارة بايدن القول إنهم يسلّمون الرئيس دونالد ترامب إيران ضعيفة، و"سنرى ما تفعل إدارته".
غموض ترامب
وسرّب فريق عمل ترامب خلال الأسابيع الماضية أنه سيعود إلى سياسة الضغط القصوى، وأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات ضخمة على إيران ومن يتعامل معها، لكن الغموض الكثيف يسيطر على تفاصيل سياسته والإجراءات التي يريد اتخاذها.
ولدى الدخول في أزمة سيكون للطرفين خيارات كثيرة لمواجهة الطرف الآخر، فإيران من جهتها تستطيع اللجوء إلى الحوثيين والميليشيات في العراق، وربما فتح ثغرات إضافية في سوريا أو لبنان لتحدّي الولايات المتحدة، كما أنها تستطيع أن تنظّم أربع سنوات من العيش في ظل العقوبات إلى أن تمرّ "العاصفة".
ولن يكون العمل العسكري الأميركي ما تخشاه إيران أولاً، خصوصاً أن ترامب لا يريد فتح أبواب الحروب أمام الجنود الأميركيين، لكن ما يمكن أن تخشاه هو أن يكرر ترامب سياسة بايدن، وأن يعطي الغطاء العسكري لتشنّ إسرائيل ضربات متكررة ضدها.