خبير روسي: ترامب أمام ممر ضيق من الفرص وجموح قد يخذل طموحه

الإثنين - 20 يناير 2025 - الساعة 12:56 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات

قال المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف إن رغبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في تجميد الحرب في أوكرانيا بالضغط على روسيا من المرجح أن تؤدي إلى العكس.

جاء ذلك في تعليق نازاروف على تولي ترامب مهام الرئاسة، حيث يرى الخبير إن التوقعات العالية تتناقض مع "الممر الضيق جدا" من الفرص التي سيضطر ترامب إلى الحركة عبرها. ويتابع: "إن الأحداث في العالم لا تحددها إرادة القادة الأفراد، بل مسار التاريخ والتركيبة الناتجة عن التناقضات والاختلالات، والتي يُطلق عليها مجتمعة (الأزمة الاقتصادية العالمية)، والتي تؤدي بدورها إلى الحروب والأزمات السياسية الأخرى"، وفي هذه الأزمة، وفقا لنازاروف، "ليس لدى ترامب أي فرصة لتحسين أي شيء أو التوصل إلى حل للمشكلة، لكن لديه الفرصة لتفاقم الوضع وتسريع الانزلاق نحو الأزمة".

وطرح نازاروف مثالا على الأزمات التي تواجه ترامب في أزمة المهاجرين غير الشرعيين، حيث يرى أن الشيخوخة السكانية ورغبة الشركات في خفض التكاليف تجعل الشركات الأمريكية تمتص العمالة من أمريكا اللاتينية، وترحيل المهاجرين سيؤدي إلى نقص العمالة والتضخم (من خلال ارتفاع الأجور دون زيادة في الإنتاجية) والتدهور الاقتصادي.

كما يرى نازاروف أن حروب الرسوم الجمركية التي يعتزم ترامب شنها ستؤدي إلى نقص السلع وارتفاع التضخم وتدمير جزء من الصناعة الأمريكية التي تعتمد على المكونات الصينية الرخيصة في نهاية المطاف.

وفي الشأن الأوكراني كتب نازاروف إن الرغبة في تجميد الحرب بأوكرانيا من خلال الضغط على روسيا من المرجح أن تؤدي إلى العكس، أي إلى التصعيد، وعلى الأقل لفترة من الوقت، وإلى زيادة التدخل الأمريكي في هذه الحرب، ما سيجعل الخروج الأمريكي المحتمل من أوكرانيا يشبه الهروب من أفغانستان.

وبشأن الشرق الأوسط، يرى الخبير أن الهدوء مؤقت، وأعرب عن ثقته في أن ترامب وإسرائيل لن يوقفا الحرب، بل "ستشتعل بقوة متجددة".

ولا يرى نازاروف أن ترامب سيحقق أي نجاحات بعد ستة أشهر أو بعد عام، وسيصبح الوضع أكثر تعقيدا، لا سيما في الاقتصاد. وسوف تنخفض شعبيته بشكل حاد، في حين أن معركته ضد "الدولة العميقة" ستكون في ذروتها.

وأعاد نازاروف التذكير بتوقعاته بشأن "الحرب الأهلية الأمريكية" وانهيار الولايات المتحدة، وقال إن "كل الشروط التاريخية لحدوث ذلك تظل قائمة"، لكن السؤال يظل هو "متى".

وختم الخبير الروسي منشوره بأن معايير تطور العمليات التاريخية تأخذ وقتا طويلا، وليس "بالسرعة الكافية لإرضاء أكثر الناس نفادا للصبر".

وسيتم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في الثامنة بتوقيت موسكو، حيث سيقام حفل التنصيب في قاعة "الروتندا" بمبنى الكونغرس.

وسيكون التنصيب بمثابة احتفال يوبيلي للولايات المتحدة، حيث سيتم تنصيب الرئيس للمرة الستين. وسوف يصبح ترامب نفسه الشخص الثاني في تاريخ الولايات المتحدة الذي يقضي فترتين غير متتاليتين، ولكن مع انقطاع لمدى 4 سنوات. قبله كان الرئيس غروفر كليفلاند، الذي نجح في القيام بذلك في نهاية القرن التاسع عشر.

ولأول مرة منذ عام 1985، يتم نقل الحفل إلى مكان مغلق بسبب الطقس البارد. لكن اليوم الأول لترامب في منصبه من المتوقع أن يكون مزدحما، إذا من المتوقع أن يوقع على سلسلة من المراسيم التنفيذية.