قضية الجنوب المنسية: هل يُنصت العالم لنداء الحرية؟

الإثنين - 27 يناير 2025 - الساعة 04:20 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / المحرر السياسي




في خضم الأزمات المتعددة التي يشهدها اليمن، تبرز قضية الجنوب العربي كواحدة من القضايا الأكثر تعقيداً وأهمية، ومع ذلك، فهي من الأكثر تهميشاً على الساحة الدولية. تاريخ القضية الجنوبية يمتد لعقود طويلة من النضال والمقاومة، حيث بدأت فصلها الجديد من المعاناة بعد الوحدة اليمنية في عام 1990 عندما انقلب نظام صنعاء على شركائه في الوحدة، مما أدى إلى فرض احتلال عسكري على الجنوب وإدخال شعبه في مرحلة جديدة من الظلم والتهميش.

انقلاب الحوثيين والقضية الجنوبية: تناقض الأولويات
مع انقلاب الحوثيين في الشمال، اتجهت الأنظار الدولية نحو هذه الأزمة، ولكن السؤال الأهم يبقى: لماذا تُهمل قضية الجنوب رغم عدالتها وشرعيتها؟ انقلاب الحوثيين يعتبر شأناً داخلياً، في حين أن القضية الجنوبية تمثل قضية احتلال حقيقي لدولة ذات هوية وتاريخ وسيادة. التركيز الدولي على الجانب الحوثي دون الالتفات إلى الجنوب يعمق من جذور المشكلة ويعوق تحقيق العدالة.

نضال الجنوبيين من أجل الكرامة والهوية
عانى شعب الجنوب من سياسات القمع والاضطهاد، ولكنه لم يستسلم. قدم الجنوبيون قوافل من الشهداء ونظموا مليونيات ضخمة مطالبين باستعادة دولتهم وهويتهم. على العكس، لم يشهد الشمال احتجاجات مماثلة ضد الحوثيين، مما يبرز الاختلاف الكبير في طبيعة الصراع بين الجانبين ويؤكد أن قضية الجنوب هي نضال من أجل الكرامة والهوية وليس مجرد صراع على السلطة.

ازدواجية المعايير الدولية
تجاهل المجتمع الدولي للقضية الجنوبية يعكس تناقضاً صارخاً في سياساته تجاه حقوق الشعوب. الدعم الدولي لشعب الجنوب في استعادة دولته هو خطوة ضرورية لتحقيق العدالة. إن الصمت الدولي لا يضر فقط بالجنوبيين، بل يهدد أيضاً الاستقرار الإقليمي ويعزز من سياسة المعايير المزدوجة التي تفقد الشعوب ثقتها في النظام العالمي.

نداء للعدالة
في ظل التهميش الدولي، يرتفع صوت الجنوبيين كنداء ملحّ يجب أن يسمعه الجميع. القضية الجنوبية ليست مجرد أزمة محلية، بل اختبار حقيقي لمدى التزام المجتمع الدولي بقيم العدالة والإنسانية. تحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة لا يمكن أن يتحقق دون التعامل بجدية مع هذه القضية ودعم حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.

الفرصة الأخيرة لإعادة تصحيح المسار
لقد حان الوقت لتغيير السياسات الدولية تجاه الجنوب والاعتراف بحقه في الحرية والاستقلال. التغاضي عن نضال هذا الشعب يُفاقم معاناته ويُعزز الفجوة بين الشعوب والقوى العالمية. في عالم يدعي السعي نحو العدالة والمساواة، لا يمكن أن تُهمَل قضية بهذا الحجم والشرعية.


تحقيق العدالة في الجنوب العربي لا يعني فقط إنصاف شعب عانى طويلاً، بل يمثل خطوة ضرورية نحو بناء مستقبل أكثر استقراراً وإنصافاً للمنطقة بأكملها. القضية الجنوبية ليست مجرد ملف سياسي عابر؛ إنها قضية شعب يناضل من أجل الكرامة، الهوية، والحق في تقرير المصير. فهل سيستمع العالم أخيراً إلى صوت الجنوب؟

متعلقات