الشرع حسمها.. فما هي خيارات "قسد" في سوريا؟

الثلاثاء - 04 فبراير 2025 - الساعة 08:02 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات




"سنفرض سيادة سوريا على كل أراضيها تحت سلطة واحدة"، بهذه الكلمات حسم مراراً الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، موقفه من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، رغم تأكيده على استمرار المفاوضات.


فبعدما أعلن الأسبوع الماضي أن القوات الكردية هي الطرف الوحيد الذي لم يلبِّ دعوة الإدارة الجديدة لحصر السلاح بيد السلطة، أكد أنه لا يمكن القبول بوجود مجموعات من المقاتلين الأجانب في سوريا.
كما شدد على أن الدولة ستفرض سيادتها على كل أراضيها وتحت سلطة واحدة، ما أعاد إلى الواجهة معضلة قسد.

فما هي خيارات "قسد"؟
في السياق، رأى المحلل العسكري السوري العميد أسعد الزعبي، أن "قسد" عقدة العقد، معتبرا أنها "مشكلة ليس لها أي علاقة بالثورة السورية بل أدخلت عليها بفعل المصالح الدولية".

كما أضاف، أن ما تطلبه قسد أشبه بشروط تعجيزية، وغير منطقية أو قابلة للتنفيذ"، وفق قوله.
قراءة بالماضي:

وقال إن "تحليل الحاضر يبدأ بمعرفة الماضي، لهذا علينا أن نشرح بداية من هي "قسد". واعتبر أن "قوات سوريا الديمقراطية هي مجموعات وميليشيات مسلحة أساسها PPK، أي وحدات حماية الشعب، وليسوا سوريين، لافتا إلى أن الـ PYD هم فقط القسم السوري.

كما أشار إلى أن هذه الأحزاب أسسها الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بدعم إيراني لتكون ورقة ضغط (سورية إيرانية روسية) ضد تركيا، باعتبار أن الأخيرة دولة منافسة لإيران في المنطقة.

كذلك أضاف أنه "كان لهذه الأحزاب مقرات عسكرية في دمشق، اضطر حافظ الأسد لإغلاقها حينما حشد ضده الجيش التركي، وذلك بوسطة مصرية انتهت بتسليم زعيمها عبدالله أوجلان لأنقرة، فانتهى بالتالي تواجدها".

مصالح الأسد الابن:
لكن أشار إلى أنه "مع اندلاع أحداث الثورة السورية عام 2011، استغل الرئيس السابق بشار الأسد الأمر، واستدعى عناصر تلك الأحزاب من قنديل، وأدخلهم سوريا ثم زودهم بأسلحة كثيرة كانت موجودة في القامشلي، (مستشهدا بشهادة رئيس الوزراء السابق رياض حجاب عن الأمر حينما كان رئيسا للوزراء).

وتابع الزعبي، قائلا إن هدف الأسد من ذلك كان الاستعانة بالأكراد للقضاء على التحرك العربي الذي بدأ في الجزيرة آنذاك.

قيام تنظيم داعش واستبعاد الجيش الحر:
إلى ذلك، ذكر الزعبي أن الأمور بقيت على هذه الحال حتى قيام تنظيم داعش، لافتا إلى أن قوات الجيش الحر (مجموعة ضباط وعناصر انشقوا عن نظام الأسد وشكلو جيشاً لإسقاط النظام عام 2011)، كان لها دور كبير في طرد الإرهابيين من جنوب البلاد وريف دمشق ومناطق في حمص وحماة وصولا إلى الباب وعين العرب، إلى أن انتهى دوره بتدخل أميركي إذ أسندت واشنطن المهمة لـ"قسد" مقابل دعمها بالمال والسلاح بينها طيران والتدريب.

وأوضح أن "ولاء هذه الأحزاب انتقل بعد ذلك من تحت قبضة النظام إلى حكم الأميركان، حتى إنهم اشتركوا بالحرب ضد داعش بموافقة روسية مقابل تمويل أميركي. وبهذا سيطرت أميركا على كل آبار النفط شرق البلاد"، حسب قوله.

التواجد في المنطقة:
هذا وأشار إلى أن "المكون العربي في مناطق قسد يشكل ما يقارب 85%، وهي مناطق عربية بامتياز، ومعها مكونات أخرى مثل تركمان، وكرد، وآشوريين، وأرمن، وشركس".

كما اعتبر أن "قسد لم تحارب النظام يوماً ولا توجد معركة تثبت ذلك، بل اعتبر أنهم "شاركوا النظام وداعش القتال ضد الفصائل، بينها معارك بريف حلب الشمالي مثلاً، وحوادث كثيرة في عفرين، ومارع، وتل رفعت".
مع كل هذا، أفاد بأن إدارة العمليات العسكرية أعلنت أثناء عملية التحرير، إعطاءهم الأمان.

أمام كل ما سبق، رأى الزعبي أن الخيارات أمام قسد ليست كثيرة، خصوصا بعد إعلان الشرع بخطابه الأول الأسبوع الماضي أنه سيتم فرض سيادة سوريا على كل أراضيها تحت سلطة واحدة. وأضاف أن كلام الشرع واضح ومفاده أن الغرباء والأجانب لا مكان لهم في سوريا، وأن تسليم سلاح قسد أولوية.

لا للضغوط الخارجية!
في المقابل، رأى مدير المركز الكردي للدراسات المقرب من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نواف خليل، أن أهم ما تتصف به تصريحات الشرع هي الإيجابية، مشددا على أنه أكد مرارا مؤخرا استمرار المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية..

وتابع قائلا، إن الشرع لفت إلى وجود خلافات لكنها على جزئيات، موضحا أن جميع الأطراف متفقة على ضرورة وجود دولة لها دستور جديد وجيش واحد للبلاد.
ولفت إلى ضرورة وجود حوار سوري يفضي إلى كتابة عقد اجتماعي لسوريا، مستشهدا بمخرجات مؤتمر العقبة.

إلى ذلك، رأى خليل أن العقبة الوحيدة في هذا الملف هي تركيا، خصوصا أنها تضغط على الحكومة في دمشق كي لا يكون هناك حوار سوري سوري. وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج سريعة خلال لقاء أو لقاءين حتى لو كانت الخلافات جزئية، بل إن الأمر يحتاج مباحثات ووقتا، خصوصا أنها ستكون أساسا لسوريا المستقبل.

كذلك شدد على أن الطرفين يستطيعان أن يستفيدا من بعضهما البعض، إذ إن دمشق تستفيد من علاقات قسد وهي حليف وشريك رسمي مع التحالف الدولي، وقوات سوريا الديمقراطية لها مصلحة بالاستفادة من علاقات حكومة دمشق التي فتحت لها الأبواب.

كما رأى أن الأهم عدم إقصاء أي طرف، وعدم الانصياع أيضاً لأي ضغط خارجي خصوصا من تركيا.
الناطق السابق باسم قسد يكشف كواليس تجنيد الأطفال وتهريب عناصر داعش مقابل المال

شروط قسد
يشار إلى أنه منذ سقوط الأسد أعلنت الإدارة الجديدة التي استلمت السلطة، عزمها بناء جيش جديد، وحلت كافة الفصائل المسلحة، وضمتها تحت إمرة وزارة الدفاع.

كما أوضحت أنها ستبني قوات مسلحة مهمتها حماية الشعب ومصالح البلاد، وليس إذلال السوريين كما يحصل في ظل النظام السابق.

فيما أعلنت قسد سابقا أنها مستعدة للاندمج ضمن الجيش، واضعة بعض الشروط. وأوضحت على لسان عدة مسؤولين أنها غير مستعدة في الوقت الحالي لتسليم سلاحها، بانتظار أن يتضح شكل الجيش وهيكليته، فضلا عن الدستور الجديد للبلاد.

متعلقات