رحيل قاقارين.. وداعًا أيها النيل النابض
الأربعاء - 12 فبراير 2025 - الساعة 10:14 م بتوقيت العاصمة عدن
عدن "عدن سيتي" محمد العولقي
النيل الأزرق نام على ضفاف الألم..
النوارس لا تغني للبنفسج..
الفراشات توارت عن حوض الياسمين..
الأفق دام..مخضب بغربة الوادع..
لا شيء يحوم سوى تلك السحابة الداكنة التي يلفها الريح الغضوب..
السودان مكلوم..
الحداد غابة تغطي كل شيء..
غفا النيل فجأة..
جفت ينابيع أساطيره..
لا حكاوي عن رائد الفضاء..
النيل في جفن الردى استسلم في خجل نورس حيران..
عيون الوطن المضرج بالمحن..
لا رفات الأرض..لا كفن..
أيتها الشفاه العطشى..
مات الصراخ..
انقضى النواح..
والقبل الممطرة شاخ خريفها..
غادر الربيع..
أيها النيل النابض..
مات فيضانك..
رحل طميك وغيلك..
غمامة الصباح هربت بنسيمها وعذوبتها..
المدى قاحل..
والجسد ناحل..
مات البنفسج صانع البهجة..
مات قيثارة النيل جالب المهجة..
رحل رائد الدبلوماسية موزع الحلوى الكروية..
نعيك أكثر شيخوخة من الكلمات..
وداعا علي قاقارين اللاعب..
وداعا علي غاغارين السفير..
وداعا علي جاجارين هلالي الهوى..
قاقارين..غاغارين..جاجارين..كان دائما سنبلة تفاؤل لا ينحني..
ظل حتى الرمق الأخير يخاطب وعي السودان في نكبته: بلاش تفارق..لكنه فارق..
محمد العولقي