الإثنين-24 فبراير - 03:41 م-مدينة عدن

القُبلة التي كسرت حاجز الوحوش

الإثنين - 24 فبراير 2025 - الساعة 12:27 م بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" أنور الرشيد



شاهدت معظم إن لم يكن كل مشاهد إطلاق سراح الأسرى من الكيان الصهيوني لدى المقاومة الفلسطينية ولفت نظري للأمانة الروح المعنوية التي ظهر بها الأسرى الذين لم يجبرهم أحد على إبداء مشاعرهم تجاه آسريهم، بخلاف الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى الكيان الصهيوني الذين خرج البعض منهم على نقالات وكراسٍ متحركة وهزال في الجسم ومنهم من تم نقله مباشرة للمستشفى لتلقي العلاج.

القُبلة التي هزت جيش الاحتلال هي القُبلة التي قبَّلها أحد الأسرى أثناء احتفالية عرض إطلاق سراحه على رأس أحد المقاومين، فهذه القُبلة تدل دلالة قاطعة على أنه لم يحمل أي ندوب نفسية تجاه آسريه ولم يكن هو الوحيد الذي أبدى تلك المشاعر الإنسانية لا بل سبقه الأسيرات اللاتي رفضن عدم نقل حقيقة أسرهم، واللاتي ذكرن في معرض إفادتهن بأنهن تلقين معاملة حسنة طوال أشهر أسرهن ووفرت المقاومة لهن كافة احتياجتهم بما فيها احتياجتهم الصحية كنساء بذات الوقت نساء غزة كن يشتكين من عدم توفر تلك الاحتياجات الصحية طوال أيام وأشهر الحرب على غزة.

ما أظهره الاسير حقيقة وغيره من الأسيرات دمرت مصداقية الكيان لدرجة أنه طُلِبَ منهم عدم ذكر ذلك أمام الإعلام، ولكن القبلة انطلقت في الفضاء الإعلامي كالرصاصة التي مستحيل أن ترجع لمخزنها لتضرب مباشرة مصداقية ليس إعلام الكيان فقط، وإنما حتى الإعلام الدولي الذي لم يعطِ دلالة تلك القبلة حقها في النقاش والتحليل خشية من كسر القاعدة التي تم ترسيخها بذهن المواطن الغربي بأن الكيان يحارب وحوشًا، ولكنها القُبلة التي كسرت حاجزًا لم تستطع لا طائرات ولا صواريخ ولا قنابل ذكية ولا قتل ولا تشريد ولا تهجير إقناع الغرب ولا الشرق بأنها تحارب وحوشًا.

متعلقات