الإثنين-03 مارس - 09:42 ص-مدينة عدن

هكذا خدع رجل الأرجنتين ببرنامج نووي وهمي ونهب الملايين

الأحد - 02 مارس 2025 - الساعة 02:30 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات



مع نهاية الحرب العالمية الثانية، شهد العالم بداية سباق بين مختلف القوى العالمية، المنتصرة بالحرب، للحصول على القنبلة الذرية.

وإضافة للولايات المتحدة الأميركية، التحق الإتحاد السوفيتي بالنادي النووي عام 1949 عقب نجاحه في تجربة أولى قنابله الذرية. وعام 1952، فجّر البريطانيون أولى قنابلهم الذرية قبل أن يلحق بهم الفرنسيون سنة 1960 والصينيون عام 1964.

وفي خضم هذه الأحداث، حاولت الأرجنتين خلال فترة حكم الجنرال خوان بيرون (Juan Perón) الإلتحاق بالسباق النووي. وفي الأثناء، تحول برنامجها النووي لفضيحة أثارت غضب الأرجنتينيين.


خوان بيرون رئيسا للأرجنتين
خلال العام 1946، فاز الجنرال الأرجنتيني خوان بيرون برئاسة البلاد ليصبح بذلك الرئيس التاسع والعشرين بتاريخ البلاد. إلى ذلك، مثل بيرون حينها شخصية محبوبة لدى الأرجنتينيين حيث أسس الأخير السياسة البيرونية، نسبة له، التي لقبت أيضا بسياسة العدالة الاجتماعية.

من جهة ثانية، مثل الأخير الشخص الوحيد الذي انتخب لثلاثة مرات رئيسا للبلاد كما حصل الأخير سنة 1973 على أعلى نسبة تصويت بتاريخ الانتخابات، الغير مزورة، التي شهدتها الأرجنتين.

أثناء فترته الرئاسية، الأولى، التي سبقت عملية الإطاحة به من قبل الجيش عام 1955، اتجه خوان بيرون لإعادة هيكلة الأرجنتين ضمن برنامج الأرجنتين الجديدة الذي حاول من خلاله جعل بلاده قوة عالمية.

من جهة ثانية، منح خوان بيرون، أثناء فترة حكمه، اللجوء لعدد هام من المسؤولين والعلماء السابقين الذين عملوا لصالح النظام النازي بألمانيا. وبتلك الفترة، حاول بيرون الإستفادة من خبرة الألمان أملا في إنجاح مشروع الأرجنتين الجديدة.


برنامج نووي وهمي
ومن ضمن الشخصيات التي وظفها خوان بيرون ببرنامجه، تواجد الرجل النمساوي الأصل رونالد ريختر (Ronald Richter) الذي كان قد درس بثلاثينيات القرن الماضي بالجامعة الألمانية ببراغ. وأثناء تواجده بأوروبا، عمل ريختر لصالح العديد من المصانع والمخابر الكيميائية بكل من ألمانيا وفرنسا وإنجلترا. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، عمل الأخير لمدة ستة أشهر كفني متفجرات.


بدعوة من المهندس الألماني كورت تانك (Kurt Tank)، حل رونالد ريختر سنة 1947 بالأرجنتين للإشراف على البرنامج النووي للأخيرة. وبتلك الفترة، تحدث خوان بيرون عن أهمية هذا البرنامج النووي لضمان حصول بلاده على الطاقة والسلاح النووي.

وبالأرجنتين، تظاهر ريختر بكونه واحدا من ركائز المجال العلمي بألمانيا أثناء فترة أدولف هتلر. فضلا عن ذلك، وصف ريختر نفسه بأحد أفضل العلماء المختصين بالمجال النووي على الصعيد العالمي.

على مدار أشهر، تباهى رونالد ريختر بتحقيقه لاختراقات علمية غير مسبوقة بمجال الإنشطار النووي وطالب الرئيس الأرجنتيني بالتستر عن ذلك أمام العالم.

وفي الاثناء، أهمل خوان بيرون نصيحة ريختر واتجه خلال آذار/مارس 1951 للتباهي أمام وسائل الإعلام العالمية بإنجازات ريختر. وبالتزامن مع ذلك، أثارت تصريحات بيرون حول إنجازات ريختر حفيظة العديد من العلماء، على الصعيد العالمي، الذين شككوا في مصداقياتها.


أملا في إثبات نجاحاته العلمية، عرض ريختر على خوان بيرون انفجار الإندماج الذي قام به. وفي الحقيقة، لم يكن الأمر سوى عملية وهمية ومفبركة فجر خلالها ريختر كمية من مادة تي إن تي (TNT).


على الصعيد العالمي، قدم عدد من العلماء الألمان، الذين عملوا على برنامج هتلر النووي سابقا، من أمثال فيرنر هايزنبرغ (Werner Heisenberg) تصريحات تحدثوا من خلالها عن عدم سماعهم برونالد ريختر.

وبسبب ذلك، شهدت الأرجنتين تحقيقات أسفرت عن كشف حقيقة ريختر الذي كان حينها قد حصل على مبالغ عادلت 300 مليون دولار أثناء عمله على البرنامج النووي الأرجنتيني ضمن ما عرف حينها بمشروع هيومول (Huemul).


لاحقا، اعتقل ريختر بتهمة التحيل قبل أن يطلق سراحه. وفي الأثناء، جاء كشف حقيقة البرنامج النووي الأرجنتيني وتكلفته ليوجه صفعة لنظام خوان بيرون الذي أطيح به بحلول العام 1955.

متعلقات