"طلبنة" جامعات أفغانستان.. طالبان تفصل مدرسين وتعين أعضاءها بدلاً عنهم

الخميس - 06 مارس 2025 - الساعة 04:18 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات



يواجه الأساتذة الجامعيون في أفغانستان مصيراً مجهولاً بعد قيام وزارة التعليم العالي في طالبان بفصل الكثيرين منهم وإبعاد بعضهم عن التدريس، وتعيين أعضاء في طالبان ورجال دين لا يحملون شهادات جامعية بدلاً عن الأكاديميين المتخصصين.
وفي آخر الخطوات التي قامت بها وزارة التعليم التابعة لطالبان، فصلت 26 أستاذاً من كليات الشريعة في عدد من الجامعات الأفغانية، وعيّنت بدلاً منهم علماء ورجال دين من المدارس الدينية.
وبحسب خطاب من وزارة التعليم العالي، قررت إيقاف ستة عشر أستاذاً جامعياً عن التدريس، وتحويلهم إلى مهام إدارية.
وقامت الوزارة بتعيين بعض الأساتذة في مناصب إدارية ومنعهم من التدريس، وذلك بناء على اقتراح من مدرسة دين كبيرة في أفغانستان، والتي اقترحت تعيين رجال دين ينتمون إلى المدرسة كأساتذة في الجامعات الحكومية، على اعتبار أنهم أكثر فهماً للشريعة من المتخصصين الأكاديميين.
ويقول عدد من الأساتذة الجامعيين بأن عملية "طلبنة" التدريس في الجامعات "وتحويل الجامعات الحكومية إلى شبه مدارس دينية" تجري على قدم وساق، في ظل عدم حمل المعينين من قبل طالبان لمؤهلات أكاديمية وشهادات جامعية.
ويقول بعض الأساتذة الجامعيين بأنه من المثير للسخرية بأن نتفاءل بجودة التعليم في الجامعات الأفغانية، في الوقت الذي يقود وزارة التعليم العالي ندا نديم، الذي يرى بأن الدرجات العلمية الأكاديمية يجب أن تكون لعدد الألغام التي زرعها.
حيث صرح وزير التعليم العالي في طالبان في وقت سابق بأن إجراء امتحانات لأعضاء طالبان لتحديد رتبهم الأكاديمية هو "عدم احترام للعلماء"، مضيفاً بأن "الدرجة العلمية للمجاهد الطالباني يجب أن تحسب بناء على عدد الألغام التي زرعها".
وقال أحد الأساتذة الجامعيين إن قرارات تعيين بعض الأساتذة في مناصب إدارية هي خدعة من طالبان حتى لا يلومهم أحد.

وأكد الأستاذ الجامعي بأن طالبان فصلت عدداً من الأساتذة وأن قرارات تعيينهم في مناصب إدارية، "ليست إلا خدعة"، مضيفاً بأن هذه القرارات سبقها "اختبار صوري" للأساتذة الجامعيين المتخصصين لمعرفة مدى إلمامهم بالشريعة.
كما أكد الأستاذ الجامعي الذي يواجه خطر الفصل مثل زملائه، بأن قرارات طالبان تستهدف المتخصصين في الشريعة، وأن الوزارة "عينت أساتذة لا يملكون شهادات عالمية كالماجستير والدكتوراه بل لديهم شهادات من مدارسهم الدينية وعادلوها بالماجستير".
وقال مصدر من داخل إحدى الجامعات الأفغانية بأن وزير التعليم العالي أمر بفصل كافة الأساتذة الذي يعتنقون "المذهب السلفي" وكل المنتمين إلى الأحزاب السياسية السابقة، وأن كل من طالهم قرار الفصل هم من السلفيين والمنتمين لأحزاب سياسية.
وتقوم وزارة التعليم العالي لطالبان بالتحايل على الأنظمة في الجامعات من خلال إجراء امتحانات لطلبة المدارس الدينية الذين لا يحملون شهادات جامعية، وبناءً عليه تمنحهم درجة الماجستير، تمهيداً لتعيينهم في الجامعات الحكومية.
وأجرت طالبان هذا العام امتحاناً لـ 50 ألف خريج من المدارس الدينية في 34 ولاية على مدار أسبوع لتحديد مستواهم الأكاديمي ومنحتهم درجات البكالوريوس والماجستير، وأعلنت وزارة التعليم العالي مؤخراً بأن 26 ألف طالب آخر سيخضعون لامتحانات تقييم مؤهلاتهم ومستواهم الأكاديمي، وبعد اجتياز الامتحان سيمنحون درجتي البكالوريوس والماجستير.
إضافة إلى ذلك تقوم الوزارة بإجراء امتحانات للأساتذة الجامعيين في التخصصات الشرعية، في محاولة لإثبات عدم كفاءتهم بتدريس المواد الإسلامية.
ويشتكي الأكاديميون المفصولون من قرارات طالبان، ويرون بأن هذه التعيينات تمثل إهانة لهم وللمؤسسات الأكاديمية، وتعين أشخاصاً ليست لديهم أي معرفة بأساليب البحث والتدريس والعمل الأكاديمي، الأمر الذي يضعف جودة التعليم في أفغانستان.
ويرى أكاديميون أفغان بأن عملية فصل الكفاءات في الجامعات الأفغانية من قبل طالبان مستمرة وأنها تتوسع يوماً بعد يوم، وتسعى إلى تطهير الجامعات من الأشخاص الذين يخالفون طالبان أيديولوجياً.
ويعتبر وزير التعليم العالي في طالبان ندا محمد نديم الأساتذة الجامعيين الذين يحملون مؤهلات أكاديمية بأنهم متأثرين بالأفكار الغربية المخالفة للشريعة الإسلامية.

متعلقات