الثلاثاء-18 مارس - 02:01 ص-مدينة عدن

غرب إفريقيا.. تهريب الذهب يغري النساء الباحثات عن المال والنفوذ 

الإثنين - 17 مارس 2025 - الساعة 08:30 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات




تتحمل النساء العاملات في مجال تعدين الذهب بغرب إفريقيا معاناة مضاعفة تتعلق أساسا بالمخاطر الناتجة عن صعوبة استخراج هذا المعدن النفيس ومراحل نقله وبيعه، ورغم أن الرجال يشكلون غالبية مستخرجي الذهب وتجاره ومهربيه إلا أن الأدوار التي تضطلع بها النساء في هذا الميدان وخاصة في مناطق غرب إفريقيا الخطرة، مهمة ومعقدة وتعرضهن لمخاطر عدة خاصة في مراحل نقله بالطرق غير القانونية.

وخلال السنوات الأخيرة ازدهرت تجارة نقل الذهب بالطرق غير الشرعية في غرب إفريقيا، من مناطق التنقيب الى المدن ومنها الى خارج البلاد، وظهر بشكل جلي مدى اعتماد شبكات التهريب على النساء في تجارة الذهب ونقله بطرق غير مشروعة، حيث أنها تستغل الخصوصية التي تحظى بها النساء في مجتمعات معينة لتهريب الدخل داخل أمتعتهن وأمتعة اطفالهن.


ففي حين لا يستطيع المهربون حمل سوى كميات قليلة نسبيًا من الذهب، فإن النساء يحملن كميات أكبر ويسهل عليهن إخفاؤها في الطعام والشراب أو الملابس، في وقت يحذر فيه الباحثون من خطورة استغلال النساء في شبكات التهريب خاصة أن الأمر في أغلب الأحيان لا يقتصر فقط على نقل الذهب والمجوهرات والعبور بها على الحدود دون التصريح لتجنب دفع الضرائب، لكن هناك حالات كشفت عن هذا النشاط قد يتخذ شكلا أوسع نطاقا وروابط محتملة بالجريمة المنظمة.

يلعبن أدوارا سرية
أكدت عدة دراسات أجريت بهذا الخصوص وكان الهدف منها محاولة فهم العقبات التي تواجه المرأة في قطاع تعدين الذهب بغرب إفريقيا وكذا الفرص المتاحة امامها، أن النساء يلعبن أدوارا مهمة وخطرة أيضا أكثر مما كنا نعتقد، ومع ذلك، أوضحت الدراسات أنه ليس من الواضح ما هو الدور الذي تلعبه المرأة في قطاع تعدين الذهب وخاصة نقله، بسبب بقاء غالبية هذه الأنشطة سرية وبعيدة عن الأعين.

وأكدت الدراسات أن قطاع استخراج الذهب ونقله رغم أنه قطاع تقليدي يهيمن عليه الرجال في مجتمعات غرب إفريقيا، الا أنه خلال العقد الماضي بدأت النساء تلعبن أدورا هامة وخفية أحيانا، وأشارت الى أن النساء في الواقع ليس لهن حضور أو ظهور واضح على بعض مواقع الإنتاج، إلا أنهن يشكلن الغالبية في مواقع أخرى.

وحسب الدراسات فإن النساء تشاركن بشكل كبير في عمليات البيع والشراء التي تحدث محليًا أو عبر الحدود، وإن أكثر ما يعيقهن في هذا الميدان هو التمويل حيث أن تجارة الذهب تتطلب رأس مال كبير بالتالي فإن غالبية النساء تواجهن حواجز كبيرة في التمويل المالي.

فرصة للهروب من الفقر
تعاني النساء في غالبية مجتمعات التعدين الحرفي من التمييز وعدم المساواة بين الجنسين في هذا القطاع، حيث أن عمل المرأة غالباً ما يكون أقل من قيمته الحقيقية ولا تستطيع الحصول على نفس الفوائد المالية التي يحصل عليها الرجل، ورغم ذلك يظل قطاع استخراج الذهب ونقله بالنسبة للعديد من النساء، فرصة للهروب من الفقر وتحقيق الرفاه الاقتصادي.


ووجدت الدراسات أن الأمن الجسدي والمالي للتاجرات يكون أكثر عرضة للخطر من زملائهن الرجال، وخاصة في حالة حدوث خلافات بين التجار الآخرين وضباط إنفاذ القانون.

وكشفت الدراسات أنه على الرغم من أن الرجال أكثر بروزاً في عمليات تهريب الذهب، فإن نظرة سريعة على الحالات الأخيرة تشير إلى أن النساء ربما يلعبن دوراً أكبر مما كان يعتقد سابقاً، وخاصة في كينيا، على الرغم من أن كينيا ليست من كبار منتجي الذهب، إلا أنها لعبت دوراً رئيسياً كدولة عبور لمنتجين آخرين كبار في شرق إفريقيا مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.

أساليبهن مختلفة وأدوارهن سرية
تستخدم النساء في أغلب الأحيان استراتيجيات مختلفة عن تلك التي يستخدمها الرجال خلال عملهن في جميع مراحل سلسلة توريد الذهب من الإنتاج إلى النقل إلى التوزيع، وهو أمر مهم يجب معرفته عند النظر في سياسات واستراتيجيات السيطرة على هذه التجارة غير المشروعة.

من ناحية أخرى تؤكد الدراسات أن مشاركة المرأة في تهريب الذهب تشكل سببا أساسيا للتقدم الاقتصادي بالنسبة لها، كما تتيح لها إمكانية الوصول إلى مزايا مستمدة من حيث الوضع الاجتماعي والقدرة على التنقل.
واذا كانت بعض النساء تحترفن تجارة تهريب الذهب لتحقيق أدوار تقليدية مثل توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهن وأفراد أسرهن، فإن أخريات تدخلن هذا العالم بحثا عن السلطة والنفوذ والمكانة التي يمكن أن يكتسبنها من خلال هذه الأدوار.

وقد خلصت الدراسات أن تجارة الذهب غير المشروعة يمكن أن تكون عملاً محفوفًا بالمخاطر للجميع، ولأن هذه التجارة تجري في الظل، فإن هناك عدداً قليلاً من الحلول القانونية إذا تعرضت النساء للترهيب، أو السرقة، أو العنف القائم على النوع الاجتماعي، أو أي ضرر آخر، حيث أنه في بعض البلدان، تشارك جهات إنفاذ القانون والسلطات في تهريب الذهب، وقد تنخرط هي نفسها في استغلال النساء.

وقال الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث من أجل فهم المدى الحقيقي لمشاركة النساء في تهريب الذهب وتسليط الضوء على الدور الدقيق الذي يقمن به، والسلطة الممنوحة لهن والأسباب التي تدفعهن إلى الانخراط في هذا النشاط، خاصة أن الدراسات حول هذا النشاط السري لم تكشف الأدوار الهامة للمرأة في تهريب الذهب إلى أماكن أخرى، وان ما هو مؤكد هو أن دورها أكثر نشاطاً مما هو معتقد عموماً.

متعلقات