تعرف على آخر منطقة سيطر عليها هتلر قبل الحرب العالمية

السبت - 22 مارس 2025 - الساعة 06:00 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات



مع نهاية الحرب العالمية الأولى وقبولها ببنود معاهدة فرساي (Versailles)، جردت ألمانيا من العديد من الأراضي التي كانت تابعة لها منذ إعلان الوحدة الألمانية عام 1871.

وحسب التقديرات، خسرت ألمانيا عقب معاهدة فرساي ما يقدر بنحو 13 بالمائة من مساحتها ما قبل الحرب. وإضافة للألزاس لورين التي عادت لفرنسا وأوبن (Eupen) ومالميدي (Malmedy) التي حصلت عليها بلجيكا وهولتشين (Hultschin) التي آلت لتشيكوسلوفاكيا وبعض مناطق بروسيا الغربية التي حصلت عليها بولندا، فقدت ألمانيا قسما من أراضيها لصالح ليتوانيا.

وفي الأثناء، تواجدت أراضي كلايبيدا (Klaipėda) ضمن هذه المناطق التي حصل عليها الليتوانيون.

وخلال الأشهر التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، جاءت منطقة كلايبيدا لتثير أزمة هددت من خلالها ألمانيا، أثناء فترة حكم أدولف هتلر، بغزو ليتوانيا.

أزمة حول كلايبيدا
مثلت كلايبيدا، المعروفة بميميل (Memel) لدى الألمان، ميناء بحريا هاما ببروسيا الشرقية. وحسب البند الثامن والعشرين من معاهدة فرساي، فصلت كلايبيدا عن ألمانيا ليتم وضعها تحت إدارة الحلفاء. وبالسنوات الأولى التي تلت الحرب العالمية الأولى، تزايدت الأزمات بأوروبا بسبب هذه المنطقة حيث تنازعت كل من بولندا وليتوانيا على ضم كلايبيدا وإدارتها.


وبدعم من الاتحاد السوفيتي وألمانيا، شهدت كلايبيدا خلال العام 1923 ثورة انتهت بضم هذه المنطقة، المقدر عدد سكانها بحوالي 140 ألف ساكن، لليتوانيا. وطيلة فترة العشرينيات، حافظت ألمانيا وليتوانيا على علاقات دبلوماسية جيدة غذّتها المشاعر المعادية للبولنديين. وعام 1928، وقع الطرفان اتفاقية حدودية تواجدت خلالها كلايبيدا ضمن الحدود الليتوانية.

مع صعود النازيين واستيلاء أدولف هتلر على السلطة ما بين عامي 1933 و1934، شهدت العلاقات الألمانية الليتوانية تدهورا سريعا. وعلى إثر اعتقال السلطات الليتوانية للعديد من مناصري النظام النازي، عمدت ألمانيا لمقاطعة المنتوجات الفلاحية الليتوانية متسببة بذلك في أزمة اقتصادية واضطرابات بليتوانيا.

آخر ما سيطر عليه هتلر قبل الحرب العالمية
بحلول ربيع العام 1938، عبر أدولف هتلر علنا عن رغبته في استعادة كلايبيدا وضمها مجددا لألمانيا من خلال تنكر واضح لما جاء بمعاهدة فرساي. من ناحية أخرى، اتجهت ألمانيا لبث العديد من البرامج الدعائية النازية بكلايبيدا ذات الأغلبية الألمانية.

وأملا في التصدي لذلك، أعلنت ليتوانيا حظرا للصحافة وفرض حالة الطوارئ بهذه المنطقة المتنازع عليها. وخلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت أواخر العام 1938 بكلايبيدا، حصلت الأحزاب ذات التوجهات الألمانية على نحو 87 بالمائة من الأصوات.

يوم 12 آذار/مارس 1939، حضر وزير الخارجية الليتواني جيوزاس أوربسيس (Juozas Urbšys) حفل تنصيب البابا بيوس الثاني عشر بالفاتيكان. وبطريق عودته، مر أوربسيس بألمانيا للقاء المسؤولين الألمان أملا في تخفيف حدة التوتر بين البلدين.

وببرلين، التقى أوربسيس بوزير الخارجية الألماني يواكيم فون ريبنتروب يوم 20 آذار/مارس 1939. وبهذا اللقاء الذي استمر لنحو 40 دقيقة، وجه وزير الخارجية الألماني تحذيرا أخيرا لنظيره الليتواني مطالبا إياه بتسليم كلايبيدا أو تحمل عواقب تدخل عسكري ألماني وقصف جوي مكثف على العاصمة الليتوانية كاوناس (Kaunas).

وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 22 و23 آذار/مارس 1939، قبلت ليتوانيا بمعاهدة مع الألمان سلمت من خلالها كلايبيدا لبرلين تزامنا مع إجلائها لجميع قواتها المسلحة من المنطقة. من جهة ثانية، نقلت وسائل الإعلام البريطانية أخبارا عن تدخل الألمان بكلايبيدا قبل إبرام المعاهدة مع الليتوانيين

. أيضا، حل أدولف هتلر، بالتزامن مع دخول قواته، بكلايبيدا على متن البارجة دوتشلاند ليتجول بشوارعها ويلقي خطابا أمام سكانها.

مثلت كلايبيدا آخر الأراضي التي سيطر عليها الألمان قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. فضلا عن ذلك، تلقى اقتصاد ليتوانيا ضربة قاضية بسبب فقدانه لنحو 75 بالمائة من مبادلاته التجارية التي مرت بالأساس عبر ميناء كلايبيدا.

متعلقات