ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر
الأحد - 23 مارس 2025 - الساعة 03:19 ص بتوقيت العاصمة عدن
"عدن سيتي" خاص
ليلة القدر ومادراك ماليلة القدر
يعتقد البعض حينما سيجتهد في هذة الأيام الأواخر من العشر في رمضان المبارك .. فيكد .. ويرهق نفسه في شتى العبادات وذلك ليصادف ليلة القدر .. وانها قد مرت من جانبه تنبؤه بالفوز والقبول ..ويتخيل في المنام أنه يأتيه ملك كريم من السماء يبشره بالدخول إلى الجنه.. وماأكثرهم من الذين يدعوا أنهم قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصافحهم ويمنحهم بطائق دعوة إلى جنه الفردوس . طبعا هذة أمنيات وأضغاث احلام .. وإيحاءات ناتجة من عوامل نفسية تخالج الإنسان . يقول الله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ) . ليلة القدر هي تراكمات جمه من أعمال الخير والإحسان ، والشر والذنوب معا على مدى سنه كاملة تمر على الإنسان في معترك حياته التي عاصرها .. ثم تتوج نتائجها لتحصد ثمارها بهذة الليلة المباركة .. فإن اتقنت وأحسنت في العمل تلقى الجزاء الأوفى وهو الشعور بالرضى ، وإن أساءت فعليك بمراجعة النفس ومحاسبتها لتتهيء إستقبال عام جديد آخر منزوع من الذنوب والكبائر ، وتتوب توبة مصوحة لارجعة فيها .. ولاجل لاتخطيء سهامك في ليلة القدر .. كان حريا قبلها أن تسأل نفسك .. وأنت أعلم بنفسك .. ولربما تستطيع أن تخادع الناس ولكن من المستحيل أن تمررها على الرب الناس
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( البر ماسكنت إليه النفس ، وأطمأن إليه القلب ، والإثم مالم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب ،وإن أفتاك المفتون ) رواه أحمد . ليلة القدر هي الفرصة الذهبية لاجل تصفية حساباتك مع نفسك .. لتقوم بترويضها .. وتهذيبها .. ومصالحتها للسيطرة عليها ، لأن النفس مجبولة بطبيعتها إلى الشر وتميل إليه فهي الأمارة بالسوء .. فعليك محاولة تصفير عداد الذنوب وخاصة منها الكبائر
والتي تتعلق بحقوق الناس .. لتستطيع بعدها أن تواكب بقية الخلق في مسيرة (قافلة الخير ) .. وأن تزيح ذلك الكاهل الثقيل الجاثم على صدرك بصك إعتراف بالذنوب
وهي ( براءة ذمه ) . لاتظن أن ليلة القدر ستنزل عليك وتمسح على قلبك لتطهرك من الآثام فعصر المعجزات قد ولى .. وعليك انت الذي تبادر وتغير من نمط وأسلوب حياتك . قال ابن كثير : ( حقوق الأدميين لاتسقط بالتوبة ، ولافرق بين المقتول والمسروق والمغصوب منه والمقذوف وسائر حقوق الأدميين ، فإن الإجماع منعقد على أنها لاتسقط بالتوبة ، ولابد من أدائها إليهم في صحة التوبة ) . وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب .. يارب ..ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) رواه مسلم فتتجلى حكمة الله في عدله .. وإن ميزانه الحق .. يقول الله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره ) .
وهذا مثل ضربه الله تعالى .. أنه لايغفل من عمل ابن آدم
صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها . ليلة القدر هي دعوة خالصة من الله لتصحيح ومراجعة مسار النفس من طريق الشر والذنوب والكبائر إلى طريق النور والخير .
اللهم في هذة الليلة أجعلنا من عتقائك من النار ولوالدينا
ولمن له حق علينا . اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
من محبكم دوما : أبو مازن. ٢٣ رمضان ٢٠٢٥ م