الثلاثاء-01 أبريل - 08:46 ص-مدينة عدن

نخبة من طلاب دفعة ( 1985 / 1984) ثانوية القلوعة .. يغمرون معلميهم بمشاعر زاخرة بالدفء والعرفان والمحبة الصادقة( صور )

الأحد - 23 مارس 2025 - الساعة 04:04 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن / القلوعة " عدن سيتي " الأستاذ/ أحمد ناصر حميدان




نخبة من دفعة ( 1985 / 1984) ثانوية القلوعة .. يغمرون معلميهم بمشاعر زاخرة بالدفء والعرفان والمحبة الصادقة( صور )






كانت لحظاتٌ زاخرةٌ بالدفءِ والإنسانية، حين شاركنا في مأدبةِ إفطارٍ دعانا إليها طلابُنا الأعزاءُ من دفعةِ العامِ الدراسيِّ 1984/1985م، في ثانوية "عشرة سبتمبر"، التي تُعرف اليوم باسم "ثانوية محيرز" بمنطقة القلوعة م/ التواهي. لقد حمل اللقاءُ في طياته حكايةً إنسانيةً مليئةً بالحنينِ والمحبةِ والإخاءِ، تفجَّرت خلالها المشاعرُ العاطرة، وعادت ذكرياتُ الماضي ببهائها تُحيي في النفوسِ صورةً عن زمنٍ جميلٍ جمعَنا تحت سقفٍ واحد.

هؤلاءِ الطلابُ، الذين غادروا مقاعدَ الدراسةِ قبل أربعةِ عقودٍ، ها هم اليوم يقفون في مصافِّ النخبةِ: أطباءً، وقضاةً، ومعلمين، ومهنيين، ورجالَ أمنٍ ودولةٍ، ووكلاءَ وزاراتٍ، ومديري مؤسساتٍ. اجتمعوا ليستعيدوا ذكرياتِ مرحلةِ الشبابِ، التي شكَّلت منعطفًا حاسمًا في مسارِ حياتِهم، تلك المرحلةُ التي تُنمي الشخصيةَ، وتُهيِّئ الفردَ لاختيارِ مستقبلِه الأكاديميِّ والمهنيِّ. ورغم تباعدِ السُّبلِ واختلافِ التخصصات، اتفقوا جميعًا على العودةِ إلى حيثُ بدأوا، ليُعبِّروا عن وفائهم وعرفانِهم لمعلميهم، الذين أضاءوا لهم دروبَ المعرفةِ، وغرسوا فيهم قيمَ العلمِ والأخلاقِ، فكانوا الشمعةَ التي أضاءت طريقَهم، واليدَ التي دفعتهم ليكونوا لبناتٍ صالحةً في بناءِ المجتمع.

ما إنْ تدخلْ قاعةَ الحفلِ حتى يعود بك الزمنُ إلى تلك الأيام، فينهالُ عليك الطلابُ بالعناقِ والتحايا، يُقبِّلون رؤوسَكم تقديرًا وعرفانًا للجهودِ التي بذلتموها قبل أربعين عامًا. إنهم الثمرةُ التي تُزهِرُ بها حياتُكم المهنية، والرمزُ الذي يُخلِّد إرثَكم التربويَّ جيلًا بعد جيل. في هذا اللقاء، استعدنا إنسانيتَنا، التي كادت تغيبُ في زمنٍ طغَت فيه الصراعاتُ السياسيةُ الفارغة، فبدلًا من أن تكونَ السياسةُ أداةً لتنظيمِ العلاقاتِ وخدمةِ الصالحِ العام، تحوَّلت إلى آلةٍ للتفريقِ والتمزيق، تُفرِّغُ الروابطَ من قيمِها، وتفتحُ أبوابَ الكراهيةِ مكانَ المحبة. لكن هذا اللقاءَ الحميمَ كان تذكرةً بأن اللحظاتِ الإنسانيةَ الخالصةَ قادرةٌ على تجديدِ الأملِ، وأن تكرارَها سيُعيدُ إلينا، شيئًا فشيئًا، ما فقدناه من قيمٍ تُعيدُ للمجتمعِ تماسكَه.

كم نحن بحاجةٍ إلى مثلِ هذه اللحظاتِ! نلتقي فيها لنتهادى الحنينَ، ونُحيي ما تبقَّى فينا من مشاعرَ إنسانيةٍ، فننشرَها كالعبيرِ بين أفرادِ المجتمعِ؛ وفاءً وعرفانًا وإخلاصًا، لنكونَ جسرًا للتعافي الفرديِّ والجماعيِّ، ولنستعيدَ معًا وطنًا يسعُ الجميعَ بالخير.

في الختام، أتوجَّهُ بالشكرِ الجزيلِ إلى كلِّ من ساهمَ في تنظيمِ هذه المأدبةِ الرمضانيةِ المباركةِ، من تخطيطٍ وتنفيذٍ وتواصلٍ، ليكون اللقاءُ رسالةً للأجيالِ القادمةِ بأن الوفاءَ للجذورِ، والإيمانَ بالإنسانِ، هو الطريقُ الأمثلُ لاستعادةِ الذاتِ والمجتمعِ من براثنِ اليأس.

شكرًا لكم، أبنائي الأعزاء،
الأستاذ/ أحمد ناصر حميدان
مدرسُ رياضياتٍ سابقٌ، ونقابيٌّ،
وآخرُ مناصبي مديرٌ لثانويةِ .

متعلقات