الثلاثاء-25 مارس - 05:24 م-مدينة عدن

معاهدة انتزع بها الروس منطقة استراتيجية من العثمانيين

الأحد - 23 مارس 2025 - الساعة 07:19 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي / متابعات




عقب وفاة فيودور الثالث (Fyodor III) يوم 7 أيار/مايو 1682، تقاسم أبناؤه بطرس الأول (Peter I)، المعروف أيضا ببيتر العظيم، وإيفان الخامس (Ivan V) عرش روسيا.

وخلافا لأخيه غير الشقيق إيفان الخامس، أظهر بطرس الأول حماسا كبيرا لإدارة شؤون روسيا، إذ أبدى شغفا بالأمور العسكرية والسياسية للبلاد على الرغم من تعرضه لبعض المؤامرات من قبل قوات الستريلتسي (streltsy).

ومع حصوله على الحكم المطلق عقب وفاة أخيه غير الشقيق سنة 1696، اتجه بطرس الأكبر لمواصلة العمليات العسكرية ضد العثمانيين أملا في الحصول على منفذ على البحر الأسود.

مفاوضات روسية عثمانية
كما شاركت روسيا القيصرية بسبب تواجدها ضمن الحلف المقدس، بالحرب التي قادها هذا الحلف ضد العثمانيين ما بين 1683 و1699.

ومع بلوغهم لأهدافهم بهذه الحرب، اتجهت كل من الإمبراطورية الرومانية المقدسة والكومنولث البولندي الليتواني وجمهورية البندقية لإبرام اتفاقية مع السلطان مصطفى الثاني ضمن ما عرف بمعاهدة كارلوفيتس للعام 1699.

إلا أن هذه الاتفاقية الموقعة عام 1699 تغاضت النظر عن مصالح روسيا التي اتجهت بدورها للبحث عن معاهدة أخرى لضمان مصالحها وإنهاء حالة الحرب مع العثمانيين الذين عانوا من انهيار معنويات قواتهم وتراجعهم على مختلف الجبهات.

في الأثناء، كانت روسيا قد توصلت في وقت سابق ما بين عامي 1698 و1699 لوقف إطلاق نار مع العثمانيين.

ومع انطلاق المفاوضات بين الطرفين حينها، عجز الروس على تحقيق أهدافهم بسبب رفض العثمانيين لمبدأ حصول المسيحيين على حقوقهم وضمان سلامتهم بالبلاد ومطالب روسيا بضمانات حول موقعها العسكري بالمنطقة والأراضي التي سيطرت عليها.

فأرسل القيصر الروسي بطرس الأكبر خلال خريف العام 1699، الدبلوماسي ياميليان أوكراينتسيف (Yemelyan Ukraintsev) نحو القسطنطينية على متن الفرقاطة كريبوست (Krepost) لمناقشة بنود معاهدة لإنهاء حالة الحرب.

ومن خلال هذه المحادثات، حاول الروس ضمان الاعتراف العثماني بسيطرتهم على أزوف (Azov) وحصول سفنهم التجارية على حرية الإبحار بالبحر الأسود دون قيود.

قبول العثمانيين بشروط مذلة
ويوم 13 تموز/يوليو 1700، أبرم العثمانيون والروس معاهدة القسطنطينية. إذ اعترف العثمانيون بموجب هذه المعاهدة، بسيطرة الروس على أزوف والمناطق المجاورة لها، التي تواجدت ضمنها تاغانروغ (Taganrog)، إضافة لعدد من الحصون الواقعة على مقربة من أزوف.

أيضا، وافق الطرفان على خلق منطقة منزوعة السلاح جنوب نهر دنيبر (Dniepr) وإنهاء العمل بسياسة دفع الجزية التي قدمها الروس منذ سنوات عديدة لخانية القرم.

من جهة ثانية، تعهدت الدولة العثمانية بالضغط على حلفائها من تتار القرم لعدم مهاجمة المصالح الروسية كما تعهدت روسيا من ناحيتها بضمان عدم تدخل قوزاق الدون والقوزاق الزاباروجيين ضد العثمانيين.

يذكر أنه وإضافة لكل هذه البنود، تعهد السلطان العثماني بضمان سلامة الحجاج الروس للأراضي المقدسة وتحرير جميع أسرى الحرب الروس والسماح بتواجد بعثة دبلوماسية روسية دائمة بالقسطنطينية.

متعلقات