في ذكرى القائد الشهيد علي قائد المعكر.. دروس في الكفاح

الجمعة - 28 مارس 2025 - الساعة 06:29 ص بتوقيت العاصمة عدن

الضالع " عدن سيتي " مطلق المعكر





في ذكرى القائد الشهيد علي قائد المعكر.. دروس في الكفاح

في هذه الليلة المباركة، ليلة 27 من رمضان، استُشهد القائد الشهيد علي قائد المعكر برصاص قناص، أطلقه أحد الجنود من إحدى قمم جبل جحاف، بينما كان الشهيد في طريقه إلى زيارة أهله في الثبيب قبل ساعة الإفطار. نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته.

سنظل نتذكر هذه الذكرى المؤلمة، التي مثلت خسارة كبيرة للوطن، برحيل قائد عظيم بحجم الشهيد القائد علي قائد المعكر، رفيق درب القائد الرئيس عيدروس الزُبيدي، إلى جانب آخرين من قيادات حركة حتم. فقد امتد تاريخه النضالي منذ الإرهاصات الأولى للنضال، عقب الكارثة التي حلّت بالجنوب في صيف عام 1994.

ومن خلال شهادات رفاق دربه، ومن واقع معرفتنا به، كان الشهيد من أوائل الذين حملوا السلاح في وجه الاستبداد والاحتلال، وشارك في العديد من المهمات القتالية التي خاضتها حركة حتم ضد الاحتلال في مناطق ومعسكرات عدة. كان صلبًا كالجبل، لم تهزه المنعطفات حتى لحظة استشهاده.

لقد كان الشهيد علي قائد المعكر رجلًا شهمًا، وقائدًا عسكريًا محنكًا، دافع عن الجنوب حتى آخر وهلة في صيف 1994. ثم واصل مسيرته النضالية في العام نفسه، عندما بدأت إرهاصات الثورة، وكان من روادها. كان كريم النفس، صاحب كلمة مسموعة في مجتمعه، وحظي باحترام وتقدير كبيرين من عامة الناس.

كان العم علي قائد رجلًا مبدئيًا ثابتًا، لا يهادن في القضايا الوطنية، وظل متمسكًا بالثوابت حتى استشهاده. تعلمنا منه جميعًا تلك المبادئ، ونشأنا عليها منذ نعومة أظفارنا، وعاهدناه على المضي في الطريق نفسه. وقد التحق به كثير من أهله شهداء، على امتداد مسيرة الثورة الجنوبية بشقيها السلمي والمسلح.

يعد الشهيد البطل أحد أعمدة النضال الجنوبي، التي قامت عليها الثورة الجنوبية، فقد كان شجاعًا، ثابتًا، جسورًا، ومرجعية لكل رفاق السلاح.

سنظل نتذكر تاريخه المشرف، ليبقى حاضرًا في وجدان شعبنا، ولتتذكر الأجيال حجم التضحيات التي قدمها الجنوب في مسيرته النضالية. فالتحولات الكبرى لم تُصنع بالكلام، بل صُنعت بدماء وجماجم الشهداء الأبطال. كما نؤكد للعالم والإقليم أنهم ارتكبوا مجازر بحق شعبنا العظيم، وكانوا أكثر إجرامًا وعنصرية من النازية الهتلرية، التي سعت للسيطرة على العالم وفقًا لنظرية العرق الآري، في حين أن هؤلاء احتلوا الجنوب تحت ذريعة "الفرع يعود إلى الأصل".

لم يكن فقدان الشهيد القائد علي قائد المعكر أمرًا عاديًا، ولم يكن حزننا عليه مجرد فقد شخصي، بل كان مصابًا جللًا، لا يزال الجميع يستذكر مآثره، ودوره الريادي في مختلف المنعطفات التاريخية. لقد كان نموذجًا قياديًا في الفداء والتضحية والاستبسال، من أجل التحرر والانعتاق من براثن الكارثة التي حلت بالوطن.

أيها الشهيد، نسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته، ويسكنك فسيح جناته، مع الصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا.

مطلق المعكر
عضو الجمعية الوطنية في المجلس الانتقالي الجنوبي
رئيس المجلس التنسيقي لشباب الثورة الجنوبية

متعلقات