الثلاثاء-01 أبريل - 12:38 ص-مدينة عدن

التحرير من الاسر لواء مدرم فرقه الانقاذ (الكمندوز) الحلقه الاخيره

السبت - 29 مارس 2025 - الساعة 02:11 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " عبدالناصر السنيدي






المكان باتيس .. يوميا عادي مشمسا استيقضت باكرا لاذهب الى عدن لانها معامله بنكيه ...

ليلة البارحه تزوجت اعيننا بالتلفاز نتابع الاخبار عن مستجدات اجتماع عمان بين الاخوه الاعداء...لم يكن متوقعا البته ان تصل الامور الى الحرب..فما زالت سكره الوحده لم تذهب بعد... ومازالت الازمه على المستوى الاعلى اما المستوى الشعبي الامور طيبه تماما ...

خرجت من المنزل مشيا على الاقدام باتجاه الفرزه التي تبعد
٤٠٠ متر تقريبا .. عند مفترق الطريق الاسفلتي تقابلت مع (عبدالرحمن الصلاحي) متجهها نحو قنطره باتيس وكما قال انه اتيا الينا ليبلغنا امرا جلل

اوقفني بعد السلام قال فين سلاحك؟ اجبت مبتسما سلاحي خير ...؟

قال!! الدنيا مخبوطه

يتحدث بوجه متجهم !! انا جيت من جعار وعمك بدر اسروه العمالقه...روح هات سلاحك.!! بشكل اوامر متتاليه لم يترك لي مجال لمعرفة التفاصيل ...نزل عليا هدوء غريب وهذا شي احمد الله عليه تاتيني دائما في الحالات الخطره والصفريه ...

رجعت الى البيت بسيارته واخذت سلاحي ..لكنه كان صدئا وشككت اني يصلح لكن في السياره اجريت عليه اختبارات سريعه وكان لاباس حتى اني افرغت المخزن الاحتياط لتاكد من سلاسه حركه الذخيره بالزنبرك
اطمئن قلبي ...

كان الجو في جعار مكفهرا سيل متدفق من البشر يملئ المكان لقد اتى اناس مسلحون من كل حدب وصوب امتلائت الساحه . ساحه مقر المليشياء ..مسؤلون ومدرا وقاده وطلاب وعمال ..
كان امامي العميد على حنش راجح مباشره سلمت عليه وربت على كتفي سالم الصيدي .وفضل محمد ناصر وفتاح نصر ..ومحسن عبد .. ولا اتذكر الكثيرون لقد كنت مشتت الذهن ..منزعج من المصير شبه الغامض للعم بدر
تهادت الى ذهني صور اسوى الاحتمالات ..

...سالني على حنش ان كنت املك اي تفاصيل !!..لكن للاسف لا املك ..باتيس قريه نائيه خارج العالم ولم تدخل التلفونات بعد ...
على حنش رجل معروف وشجاع وكان احد استاذتي بالكليه العسكريه .. قال لي بعد ان اقتربت منه بينما يجلس على المقود !
(لقد قررنا ان ننفذ اغاره لاخراج بدر السنيدي) ..يله معنا بصيغه تشبه الامر...كعسكري قبلت الامر دون تردد دون السؤال عن تفاصيل المهمه ..
كان المكان محتدما هرجا ومرجا والكل يحدث الكل تتسرب اخبار متوهمه وتاليفات مثل هذه المواقف لكن الخبر المؤكد حتى اللحظه انه في مكتب قائد لواء مدرم حيا ..ويجب اخراجه وان هناك احتمال تصفيته ..وهناك جهات كثيره لها مصلحه في تصفيته ان بقي هناك ..

ثوره من الحنق والرغبه في التضحيه قد اجتاحتني يملؤها عنفوان الشباب ..ولم افكر باي شي..تذكرة مثل شعبي كان يردده عمي بدر ويحرص على اسماعنا اياه ان الفرق بين الجوده والفساله شعره ..يقولها عند النوائب وعند المواقف التي تستدعي الكرم والشهامه احسست باختبار القدر واني اتييت في روسيا لقدري المحتوم لكني كنت سعيد
بان شرفني الله بهذه المهمه ..
كنا اربعه وللامانه حاول محسن
عبد واخ على حنش الصعود معنا لكن على حنش قال انا يكفي ...
بقينا انا العبد الفقير محدثكم وعلى حنش والعسل وهو ضابط كبير بامن الدوله والسائق اعتقد اسمه سيف ..

تحركنا بسياره حبه وربع صغيره
مررنا بمنزل على حنش لاخذ بعض الامور اللوجستيه على حنش لديه سلاح سكروبين الماني ونفس السلاح مع رجل امن الدوله والسائف وانا معنا سلاح الي ..كنا بقمة العنفوان والجهوزيه للموت ..لكن وجود قائدنا على حنش قد منحنا شي من الثقه فهو قوي الشخصيه من عائله شجاعه ..وفي الطريق كن يوزع المهام بحنكه وضع رؤيته للاحتمالات وكيفيه
التصرف في حالة اعتقالنا بحيث لن نستسلم للاسر والموت كان الخيار الوحيد ..
كان الحذر من مثلث زنجبار لان هناك نقاط دائمه ..وربما يكتشف امرنا رقم تمويه الاسلحه التي بمعيتنا ..والمهمه لتصرف هي لمن بيدهم الاسكربين لانها مخفيه تحت الاكوات لان الاسلحه الاليه سهل كشفها ...
الموقف العسكري العام بشكل عام كان مرتبكا ..فالارض بالنسبه للعمالقه ليست ارضهم لاشك ان الخوف من السكان هو سيد الموقف ..زد على ذلك الموقف السياسي غير واضح تماما في عمان ..وقد كان هذا بصالحنا حينها ...لكننا قد وضعنا كل الاحتمالات ...
كنت اشعر بثقل المهمه لدى قائدنا لكنه كان شجاعا ذو ثبات
حريص على منحنا القوه لقد كان قراره بتنفيذ مهمه مثل هذه سريعا وتضحيه محسوبه له ..فهو يحب القائد بدر ومستعد للتضحيه وكمان السائق وبن عسل قرروا الموت دون تنفيذ المهمه الصعبه ...

مررنا من جعار الى زنجبار بسلاسه لكننا شعرنا كاننا نمر بهذه الطريق لاول مره ..بدائت قلوبنا تتسارع النبض قرب الجوله تحسسنا ازندت اسلحتنا بحنان واعيننا كصقور تستطلع
المكان اطقم متناثره هنا وهناك عدينا الدوار وكان لم يشعر بنا احد السياره مدنيه وصغيره وجديده
مرت السياره بسلام ...تبادلنا نظرات خافته ونحمدالله على السلامه سلامه لكن مازالت هناك المرحله الاصعب
دخول لواء مدرم ...
كان القائد على حنش رجل استراتيجي بكل معنى الكلمه عندما وضع الخطه والتي كانت على عجل وضع رؤيته للموقف ..والرؤيه معناها القدره على رسم المستقبل اي توقع وتصور الحدث ..لقد توقع ان يكون لواء مدرم محاصرا وتوقع
ان يشكو بامرنا وامرنا ان لا نتحدث حتى لو سالونا وان نترك الحديث له ..حتى لا تتضارب الاجابات ..واذا الحوا نجيب نفس اجابته ..(عبقري)
وقد نفذنا التعليمات بصرامه مطلقه ..

..
عندبوابه لواء مدرم شاهدنا رتل من الدبات والاطقم يحاصر اللواء وبوابه اللواء مغلقه والافراد المتواجدين بوضع الاستعداد.....القوات كثيره وعلى انساق ومن على بعد يمكن كيلو ..والدبابات باتجاهات مختلفه وكانها تتناطح ..مازالت السياره الصغيره والرشيقه هي بطله الموقف مررنا من بين القوتين بهدوء نتتظر الطلقه القاتله لكن الموقف مازال مرتبكا ولا احد يريد ان ان يطلق الرصاصه الاولى من الجانبين ...كان قرار على حنش بخطه الانقاذ وتنفيذها سريعا لم بتوقعوه فمثل هذه الخطوه مستبعده لانها مستحيله الحدوث فمن غير الممكن ان يتصوروها ..لهذا لم يشكوا بالسياره ..
امام البوابه استوقفونا ..معكم القائد عاى حنش قائد لواء النقل العام ..معنا رساله لقائد اللواء دقائق سمحوا لنا بالدخول ...

كان المكتب مليئ بالضباط والقاده ...فرح القائد بدر بنا فرحا شديدا. وعلت وجهه فرحه قرائتها لتو لكن رباطه جاشه وهدوئه المعتاد كانت حاضره وقال ان هناك اوامر مشدده ببقائي هنا...لكني ساغادر باي شكل حتى مشيا على الاقدام
كنت بجانبه قال لي لو بقيت سيعدموني ...
انفرد على حنش لدقائق بالقائد بدر وقررا الخروج بسيارة قائد لواء مدرم ..لكنه رفض بحجه الحرب وحاجته لها كما انه برر ان لديه تعليمات بعدم السماح بالخروج من وزير الدفاع حفاضا على حياته ...تلافى على حنش الموقف وقال انا مكلف من وزير الدفاع باخراجه .. ..ارتبك القائد لكن امام شخصية عاى حنش المقنعه والمهابه وتعابير وجهه الصارمه اقتنع ...

كانت هناك سيارات مدنيه في الساحه تابعه ..وقال ان هناك اوامر مشدده ببقائي هنا...لكني ساغادر..حاولنا ايجاد سياره مدنيه من التي بالمعسكر لم نفلح..
ساغادر باي شكل ..حتى مشيا على الاقدام ..
همس في اذني سوف يعدموني ان بغيت..قال الاخ على حنش يله الان سنخرج بسيارتي..

انحشرنا بسيارته كالانعام ..كيف لثمانيه ان يكونوا في سياره حبه وربع صغيره
خرج القائد على حنش بسيارته كما لو انها صاروخا من البوابه الخلفيه للمعسكر بحركه كابوي رهيبه بعد ان ساق السياره بنفسه مخترقا اطيان عموديه محدثا دخاننا ترابيا كالجبال ..ترفس معها اضلعنا باسلحتنا ..لم تعجب عمي قطعه السلاح التي معي واهداني بندقيه اليه جميله...مررنا بطرف وعره جدا غير معبده اسوام الطين لكن السياره الصغيره قد تالفت مره اخرى لكن اضلعنا التي كانت تلطم بمخازن السلاح قد تورمت تقريبا ...

مشت السياره بشكل متعرج مموه بطرف مجهوله دون توقف على الاطلاق ..

عند الجول كلفت بالنزول لمهمتين الاولى تطمين الناس في مقر المليشيا في جعار ان القائد بدر اصبح في مأمن ولم افصح عن مكانه ولا ماذا فعلنا والثانيه اسئجار سياره اخرى لنقله الى عدن عبر يافع حسب رغيته ..
دلوني على صاحب سياره جديده اسمه عبدالاله الحاصل
الذي قال فورا اتشرف وكان طلبه اريد سلاحا من بدر السنيدي وكان له ذلك لاحقاء ..

طبخت امي وجبه عصيد رائعه تناولها عمي والجمع المرافق معه لقد هلكوا جوعا ووضعهم يستدعي الافطار ...

كانت مهمتي الاحقه استطلاع الطريق الى طرف حبيل برق بسيارة الاخ على حنش

تحرك الجميع باتجاه يافع وقد كلفني عمي بالبقاء في المنزل ..عند الحاديه عشر ظهرا اتت مجموعه لتفتيش عليه من العمالقه والامن والسؤال لاكنها

غادروا المكان فورا..

عند الثانيه عشر ظهرا وصلت الى زنجبار طائره هليكوبتر
مع لجنه من وزاره الدفاع من صنعاء لتحقيق وربما لاعتقال والمصير المجهول..

قائدان عظيمان في هذه القصه
هما قائد فلت من موت محقق بتنفيذ خطة هروب تكتيكي من الاسر ..واخر نفذ عمليه خاصه رسمها سريعا في ذهنه كانت نسبه احتمال نجاها صفريه .. في الحالتين تم تجاوز المغامره المسموح بها الى المقامره الخطره جدا ...والفرق بين المغامره والمقامره كبير ...

الشي الاخر لاي عمليه عسكريه هناك شي يسمى استراتيجه الخطه اي القدره على رؤيه النجاح في الخيال للقائد شاهدت بام عيني كيف شرح لنا الخطه وكيف تخيل نجاحها وكيف نفذت وكان اول درس بحياتي لتعلم اعداد الخطط والروئا ..
انتهت القصه
كتب عبدالناصر السنيدي

متعلقات