الثلاثاء-01 أبريل - 08:54 ص-مدينة عدن

قاذفات B-2 الشبحية في المحيط الهندي.. تصعيد أمريكي ضد الحوثيين أم رسالة ردع؟

الأحد - 30 مارس 2025 - الساعة 03:29 ص بتوقيت العاصمة عدن

إعداد: غرفة التحليل السياسي والعسكري – المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي الأحد: 30 مارس 2025





كشفت تقارير إعلامية، من بينها ما نشرته وكالة أسوشيتد برس (AP News)، عن نشر الولايات المتحدة قاذفات B-2 Spirit الشبحية في قاعدة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي قبل أيام، في خطوة تعكس تصعيدًا عسكريًا متزايدًا ضد التهديدات الحوثية في البحر الأحمر والمنطقة.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية وجود ثلاث طائرات B-2 على مدرج القاعدة، مع احتمال وجود أربع قاذفات أخرى داخل ملاجئ محصنة، ما يرفع العدد الكلي إلى سبع قاذفات، إلى جانب عدد من طائرات تزويد بالوقود من طراز (Boeing KC-135 Stratotanker) في إشارة واضحة إلى الجاهزية لتنفيذ عمليات بعيدة المدى.

تعد قاذفات B-2 Spirit من أكثر الطائرات الهجومية تطورًا في العالم، حيث تتميز بقدرتها على التخفي واختراق الدفاعات الجوية المتقدمة دون أن يتم اكتشافها. كما أنها قادرة على حمل ترسانة ضخمة من الأسلحة، تتراوح بين القنابل الذكية الموجهة بدقة والصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى الأسلحة النووية التكتيكية. ويمكن لهذه القاذفات التحليق لمسافات بعيدة دون الحاجة إلى التزود بالوقود ومسافات أبعد مع التزود بالوقود، وهو ما يجعلها أداة مثالية لتنفيذ ضربات عسكرية دقيقة ضد أهداف استراتيجية في المنطقة، بما في ذلك التحصينات الجبلية العميقة والمنشآت العسكرية المخفية تحت الأرض.

وفقًا للبيانات المتاحة، تحمل القاذفات أسلحة خارقة للتحصينات، مثل القنبلة GBU-57 MOP التي تزن 13,600 كجم، والقادرة على اختراق أكثر من 80 مترًا من الصخور الجبلية أو 60 مترًا من الخرسانة المسلحة، ما يجعلها سلاحًا مثاليًا لاستهداف مستودعات الأسلحة السرية والمراكز القيادية المحصنة. كما يمكن للقنبلة النووية B61-11، المصممة لاختراق الأرض قبل الانفجار، تدمير المنشآت المحصنة على عمق يتجاوز 100 متر داخل الجبال، وهو ما يعكس مدى القوة التدميرية لهذه الأسلحة في حال استخدامها في أي عملية عسكرية وشيكة.

تزامن نشر هذه القاذفات مع تصاعد التوتر في البحر الأحمر والهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية والعسكرية، والعملية العسكرية الأمريكية المضادة، ما يعزز من احتمالية تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف محددة داخل اليمن ضد مليشيا الحوثي - أو حتى رسالة ردع ضد حلفاؤها في المنطقة - وتشمل الأهداف المحتملة مخازن الأسلحة الاستراتيجية، ومراكز القيادة والتحكم، ومنظومات الدفاع الجوي، بالإضافة إلى القواعد العسكرية التي تستخدمها الميليشيات لتنفيذ هجماتها.

إن نشر هذه القاذفات في قاعدة دييغو غارسيا يمثل تحولًا استراتيجيًا في العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة، حيث يشير إلى استعداد واشنطن لتصعيد المواجهة ضد التهديدات التي تمثلها الميليشيات الحوثية، باستخدام قدرات هجومية متقدمة قادرة على توجيه ضربات مدمرة بدقة عالية.

وتظل طبيعة العمليات القادمة مرهونة بالتطورات الميدانية، إلا أن المعطيات الراهنة تؤكد أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام قوة نارية غير مسبوقة في أي تصعيد محتمل، خصوصًا بعد عرض الرئيس الصومالي على الولايات المتحدة السيطرة الحصرية على قواعد جوية وموانئ استراتيجية داخل بلاده، يمكن الاستفادة منها في دعم العمليات العسكريةالأمريكية الجارية ضد هذه المليشيا.
#المركز_الإعلامي_لمحور_الضالع

متعلقات