حذّر البروفيسور خوان توريس لوبيز من إعلان ضرورة وجود "وسائل البقاء" بكل منزل أوروبي مؤكدا أنها فضيحة جديدة من فضائح البيروقراطيين الذين يحكمون أوروبا وضمن سلسلة الإجراءات المتهورة.
وكتب البروفيسور بجامعة إشبيلية في مقال نشرته مجلة "ريبليون": "القادة الأوروبيون يلعبون بالنار".
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، يمول هؤلاء القادة حملات إعلامية تتحدث عن "التجنيد الإجباري" وكيفية مواجهة الحرب بشكل فردي، أو ينشرون تقارير استخباراتية - مثل التقرير الألماني - التي تدعي أن هجوما روسيا على حلف "الناتو" بات وشيكا.
يقنعون الشعوب بأن الحرب قريبة وحتمية
وأضاف: "لكنهم لا يوضحون: لماذا قد يهاجم بوتين دولة أوروبية؟ وما الذي سيكسبه من ذلك؟ أو متى قال إنه قد يرغب أو يستطيع تنفيذ ذلك؟ إنهم يهذون ويسوّقون أي كذبة، فقط لإقناع الشعوب بأن الحرب قريبة وحتمية، وأن الحل الوحيد هو زيادة الإنفاق العسكري أي تعزيز تجارتهم المربحة".
جنون مطلق
وتابع لوبيز: "حان الوقت لوقف هذا التمويه! يجب أن نقول - بكل وسيلة ممكنة - لقيادات المفوضية الأوروبية وأعضاء البرلمان وقادة الأحزاب: إن الاستعداد لحرب ضد روسيا هو جنون مطلق، بل وسيلة لاستفزاز الحرب نفسها. يجب أن نذكرهم بأن ضعف أوروبا اليوم - خاصة بعد انقلاب ترامب في الاستراتيجية الأمريكية - هو نتيجة فشل القادة الأوروبيين في بناء سياسة دفاع حقيقية".
وقال: "لقد حولوا أوروبا إلى سوق للشركات الكبرى والبنوك، والإنفاق العسكري مجرد ذريعة لتعزيز مصالحهم. الآن، يخترعون عدوّاً وهمياً لتبرير إنفاق المليارات، التي ستنتهي كالعادة في جيوب النخبة نفسها".
الحقيقة المُرّة
وخلص البروفيسور إلى أن "الحقيقة المُرّة تتجسد في أن قادة الاتحاد الأوروبي هم من يصنعون شروط الحرب بهذه السياسات. لقد فعلوا الشيء نفسه عندما اتبعوا الولايات المتحدة في استراتيجية محاصرة روسيا، والتي أدت - كما توقع كل عاقل- إلى الكارثة التي نعيشها اليوم".
المال لا يكفي لبناء جيش أوروبي
واختتم هذا الجانب قائلا: "من السذاجة تصديق أن القادة الأوروبيين يريدون حقاً جيشاً موحداً. فلبناء جيش أوروبي، لا يكفي المال، بل يحتاج الأمر إلى "قيادة واحدة"، وسلطة سياسية موحدة، وأوروبا فيدرالية. لكنهم تخلوا عن هذه الفكرة منذ زمن، واختاروا تحويل أوروبا إلى سوقٍ موحّدٍ عاجز حتى عن تعميم عملته. انظروا إلى ماكرون وهو يعرض "القنبلة النووية الفرنسية" على الدول الأوروبية، لكنه يحتفظ لوحده بحق استخدامها! أو انظروا إلى القادة الأوروبيين وهم يتبعون الدولة الوحيدة التي غادرت الاتحاد!".