صاحب السعادة.. قيس محمد صالح

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - الساعة 04:14 ص بتوقيت العاصمة عدن

اليمن "عدن سيتي " خاص



اسم محفور في الذاكرة الجمعية للرياضة اليمنية، ومنقوش في سفر تاريخها ولا يمكن أن يمُحى ولو بعد ألفين عام، فهو القبطان الذي مخر عباب الصعاب في لحظة تاريخية كان الجميع يتلو الفاتحة على روحه، وهو وحده يتمتم
تعاويذ النجاة والنصر، فالسائد أن لا ثقة بمنتخبات وطنية تشارك خارجيًا وتأتي ببطولة، وإن طرأ طيف إنجاز، فأداء مشرف للمنتخبات السنية، فيما يكتفِ المنتخب الأول بحجز تذكرة العودة قبل بدء المشاركة بأيام، وهكذا ديدنها حتى تشكلت قناعة راسخة بأن المنتخب اليمني إن خطف تعادلًا أمام منتخب عربي أو آسيوي "قوي" فقد أفرد التاريخ له في صفحاته حيز نقطة.. حتى أتى قيس.

المهاجم التلالي علّق أحذيته في العام 2011 وأعلن الإعتزال في عمر مبكر، لكنه ذهب الى حقل التدريب مبكرًا أيضًا، ولمعرفته أن النجاح لا يأتي محظ صدفة أو "فهلوة" كان لزامًا عليه أن يدخل البيت من بابه الواسع، فتخصص الرياضة دراسة ودرجة علمية عليا، وطبقها على الواقع معادلة رياضية لا تقبل أنصاف الحلول.

وجدته ذات عام بصنعاء مدربًا لشباب التلال في مباراة أمام إمبراطور صنعاء، وعندما صال فريق قيس وجال رغم حداثة سنه ـ قياسًا بفريق أشبه بمنتخب وطني ـ، عرفت أننا أمام مدرب "مختلف"، سألته: لما غامرت بفريق شاب أمام فريق بطل، أجاب: يهمني صناعة فريق لمستقبل التلال أكثر من البطولة.

هذا هو قيس.. تفكير مختلف ورؤية "متمردة" عن واقع متجمد، وربما هي شخصيته "الجامحة" التي ألفناها حين كان لاعبًا، "قناعاته خاصة" وأورثته كثير متاعب حينها، لكنه أقنع الجميع بها حين امتلك دفة التدريب وتفرّد بقرار الإختيار وخطة اللعب، فكانت البطولات تأتيه بمنتهى الأناقة، بدءًا ببطولات محلية ـ ودية ورسمية ـ، وتاليًا ببطولة غرب آسيا للكرة القدم بالسعودية 2022، "الإنجاز التأسيسي للوطن".

أتذكره حين أطلق تصريحه الناري في افتتاح البطولة " أتينا للمنافسة وليس للمشاركة" لم يقلها بناءً على مقولة" الهنجمة نصف القتال" بل عن دراسة علمية وعملية، فهو المتخصص في مجاله وأحد أبرز العاملين فيه.

جاءت البطولة.. وأصبح لليلى قيسها المتوج، فأضاءت الأفراح ليالي النار والبارود.. وابتهجنا أخيرًا.

ـ وضاح الأحمدي.

متعلقات