نحاسب قياتنا الجنوبية عندما يخطئون، لكن لن نتركهم لوحدهم وسط تلك الوحوش!

الثلاثاء - 01 أبريل 2025 - الساعة 04:30 ص بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب




في هذا العالم الذي يشبه ساحة معركة سياسية، نعيش نحن الجنوبيين كما لو أننا في لعبة شطرنج على مستوى أكبر بكثير من الطاولة التقليدية.
في كل زاوية، هناك تهديد، وفي كل خطوة، هناك من يريد أن يقلب الطاولة لصالحه.
وبالرغم من ذلك، نجد أنفسنا في بعض الأحيان أمام معضلة كبيرة: كيف نراقب، كيف ننتقد، ولكن في الوقت ذاته، كيف نساند القادة الذين يسيرون في هذه المتاهة العميقة من المصالح والتحديات.

نعم، نحن لن نتردد في محاسبة القادة عندما يخطئون.. هذا حقنا، بل واجبنا.. ومن يتخلى عن هذا الحق، فإنه يتخلى عن نفسه أولًا.

لكن، أن نحاسبهم لا يعني أن نتركهم في أيدي الوحوش التي تحيط بهم من كل جانب!

هؤلاء القادة ليسوا في حالة "أبطال خارقين" يواجهون كل الأعداء بمفردهم، بل هم بشر يعيشون وسط غابة من الوحوش السياسية.
إذا تغاضينا عن دعمهم في اللحظات العصيبة، فإننا نمنح فقط المجال للعدواء لافتراسهم، ثم ينتقل الدور إلينا لنصبح نحن الضحايا.

لا يكفي أن نتحدث عن الأخطاء، ونتهم القادة بالقصور، في حين أن القادة هؤلاء يسيرون في شوارع مليئة بالمخاطر، حيث لا مجال للخطأ ولا حتى للراحة.
خطأ واحد منهم يمكن أن يكون السبب في انهيار كبير، وبداية تدهور لا نهاية له.
ومع ذلك، يجب أن نكون واضحًا: نحن لن نتركهم وحيدين.. إذا أخطأوا، سننبههم، وإذا قصروا، سنعاتبهم، ولكن سنظل خلفهم.. نحن لا نتبعهم فقط، بل نتبع مصلحة الجنوب، وإذا فقدنا البوصلة الجنوبيون، فلن نكون في النهاية أفضل حالًا.

من المهم أن نعي أنه ليس شرطًا أن يكون لدينا عضوية في المجلس الانتقالي الجنوبي، أو أن نبحث عن منصب لنقول كلمتنا.
ليس كلنا بحاجة إلى مكان على الطاولة السياسية لنكون جزءًا من التغيير.. في النهاية، نحن أبناء الجنوب، وكل ما نريده هو أن نبقى في المسار الصحيح.
لذلك، من دون أن نساير الأخطاء أو نتغاضى عن القصور، لا نسمح بأي حال من الأحوال لأي "وحش سياسي" أن يأخذنا إلى هاوية جديدة.

لقد دفعنا ثمنًا غاليًا من أجل العزة والكرامة، ولن نسمح ببيع تلك المبادئ في سوق الخيانة.. نحن لن نكون تَّابِعُون لي قيادي جنوبي، سنحاسب القادة عند الحاجة، لكننا سنظل أملًا فيهم لأنهم أملنا في مقاومة الوحوش التي تحاول الانقضاض علينا.

في النهاية، كما تقول الحكمة الشعبية: "نحاسب القادة، لكن نساندهم حتى النهاية".

متعلقات